الطالب وعلاقته بدرس الأدب

1 420

ظل الطالب على مر العصور يحظى بنظرة واهتمام خاص من قبل أطياف المجتمع، على اعتبار أنه يكتنز طاقات ومؤهلات خاصة، لكن المتتبع للحقل الثقافي المغربي في الفترة الراهنة، ولمستوى الطالب يلاحظ أن هناك تغييرا ملحوظا، وبونا شاسعا بيت تلك النظرة السائدة والواقع الملموس، نظرا لمجموعة من العوامل والإكراهات المتداخلة التي أفرزت هذا النتاج على هذه الهيئة وهذا المستوى المتضعضع، لعل من أبرزهـا:
– العلاقة التي أصبحت تربط بين الطالب ودرس الأدب، إذ هي علاقة يمكن نعتها بالخطيرة والخطيرة جدا. فالنص الأدبي الذي يعتبر أساسا ولبنة لبناء أي تصور نظري أو نقدي، أصبح يضمحل من الذاكرة ومن الدات أيضا، إذ كيف يمكن أن نتصور طالبا أجوف فارغا من العدة والزاد الضروريين لكل محارب يطرق الأهوال ويركب المخاطر؟ النص الأدبي مصدر الإلهام ومنبع الرؤى والتصورات..
– مشكل التهوين من الإنسانيات في عالمنا اليوم بدعوى أننا نعيش في عالم تقنوي، عالم غير إنساني، يتناسى فيه الإنسان أبعاده الوجدانية والفكرية.
إن أقرب طريق للتعرف على الإنسان واستنباط مواجده وذاته الإنسانية وطموحه البشري هي الإنسان نفسه، والتعبير الأدبي أحسن وسيلة للتعرف على هذا الإنسان، وبجدارة أيضا، والدليل على ذلك أن الإنسان ابتدأ التعبير به أول ما ابتدأ التعبير.
– فيض في النظرية أو المناهج التربوية التي يدرس بها الأدب في المؤسسات التعليمية، إذ لا يكاد يستقر الحال على منهج محدد واضح المعالم، ما يخلف استياء لدى الطالب ونفورا من الطريقة التي يقدم ويدرس بها هذا الأدب.
– المشكلة الرابعة تتعلق بالأدب الذي يكتب باللغة العربية بالتحديد والنظرة السائدة عند سواد المجتمع عن اللغة العربية، وتلك العلاقة الفاترة بين الطالب واللغة في غياب تام لقيمة تم التفريط فيها(علاقة اللغة بالذات والهوية). وننسى أن اللغة العربية في حد ذاتها لغة ووسيلة من وسائل لها آدابها الباذخة مثل أي لغة أخرى .
أسباب متداخلة أفرزت لنا هذا النتاج المسمى بالطالب، الذي لا يحمل من هذه الصفة غير الاسم. فإذا كان طالب الأمس يقرأ الأدب من أجل المتعة في إطار علاقة تذوقية، فطالب اليوم يقرأ الأدب لأجل أن يقال إنه يقرأ فقط. وإلا فما السبب فيما آلت إليه وضعية ومستوى الطالب اليوم ؟
اسماعيل ايت عبد الرفيع

تعليق 1
  1. اسماعيل عبد الرفيع يقول

    نحية وبعد المرجو تصحيح العنوان الطالب وعلاقته بدرس الأدب وليس الطالب وعلاقته لدرس الأدب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.