حرب أكتوبر و “الخيانة العظمى”

1 490

احتفل الجيش الانقلابي المصري الأحد 6 أكتوبر 2013, بقيادة السيسي و “كومبارسيه” البيبلاوي و منصور , بما سموه “انتصار العرب التاريخي” المزعوم, في السادس من أكتوبر سنة 1973 على الكيان الإسرائيلي,و هي الحرب العربية الإسرائيلية التي خاضها نيابة عن العرب: الجيشين المصري و السوري بقيادة كل من حافظ الأسد و السادات,و قد انطلقت على الساعة الثانية من زوال 6 أكتوبر 1973م ,بينما يعتبرها علماء المسلمين و خبراءهم و مثقفيهم الأجلاء,و الأحزاب الإسلامية,  بخيانة عظمى تاريخية أتت بعد “نكسة 67”.

لقد تجرأت المخابرات المصرية و السورية على الانفراد بأخذ زمام المبادرة في الرد على الكيان الإسرائيلي عقب نكسة 67,رغم اختلافهم الجزئي في تاريخ البدء, في محاولة انفرادية فاشلة لاستعادة الأراضي المحتلة و هي الجولان و السويس و معظم فلسطين.ناسفين جل الجهود المبذولة من طرف الدول العربية و الإسلامية لتوحيد الرؤى و لم الشمل و خوض المعركة بأكبر عدد و عدة ,حتى استعادت كافة الأراضي المحتلة و معها فلسطين. مثلما نالت جل البلدان استقلالها وحريتها الثمينة و الغالية.

و لكن في الحقيقة , لقد كانت غاية قواد الجيشين المصري و السوري استعادة فقط الجولان و السويس في مؤامرة خبيثة,و لتذهب فلسطين للواق واق و لتشرب السم النقيع, فلا حاجة لنا بها ,فمصيرها أن تبقى جرحا غائرا يكون بلسم الفوز في صناديق أي اقتراع بمحاولة ثرثرة أي زعيم عربي حوله و كأنه يدافع عنها.و لكن الله أخزى هؤلاء الخونة  فبعد نشوة قصيرة بانتصار الست ساعات الأولى, أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية,حليفة إسرائيل, جحافلها الحربية للكيان الإسرائيلي و انقض هذا الأخير على الجيشين الذين يصلح تسميتهما “بالكيسين”, الفارغين تماما من محتواهما و عادا بالتالي ,إلى جحورهما ذليلين خائبين و منكسين رؤوسهما, بعدما تعجلا الانتصار و خانا الأمة العربية الإسلامية في اشرف قضية لها و هي تحرير الثغور و معها طرد المحتل الإسرائيلي من كافة ربوع فلسطين.

قد يفهم بعض القراء الأعزاء أنني أتشفى في هزيمة الجيشين العربيين  المسلمين: المصري و السوري في مقالتي هذه و لكنني أبين فقط أسباب الهزيمة وانقدهما وأبين بأن اعتبار 6 من أكتوبر انتصارا يعد فقط هرطقة و ثرثرة لا غير, لأن التاريخ حافظ لكل الأحداث فلا داعي للكذب و البهتان فكلنا ندرس التاريخ و نعي جيدا بشتى الوسائل ما جرى آنئذ و لو لم نوجد أثناء ذلك و ما يجري الآن على ارض الواقع سواء في مصر أو سوريا فالوسائل الحديثة وضحت و بينت كل شيء و لله الحمد.

نتائج حرب أكتوبر “المذلة” أو ما يسمى الحرب العربية الإسرائيلية:

1-  توقيع اتفاقية فك الاشتباك في 31 مايو 1974 بعد موافقة القوات المنهزمة المصرية و السورية على إبعاد أنفسهما من خط الهدنة و قبولهما,الانفرادي مرة أخرى, بتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية مقابل فقط القنيطرة لسوريا و السويس الشرقية لمصر.

2-  زيارة الذل و العار و الهزيمة لأنور السادات في  نونبر 1977 للكيان الصهيوني و ضحكه وتناوله الطعام مع قتلة المسلمين.

3-  التمهيد لاتفاقية العار و الخزي الأبدي لما يسمى “بكام ديفيد” بين مصر و الكيان الإسرائيلي و التي عقدت في سبتمبر 1978 م.

4-    توقيع اتفاقية سلام شاملة مع العدو المحتل الإسرائيلي في كامب ديفيد 1979.

 وهكذا تم بيع فلسطين نيابة عن العرب من طرف حافظ الأسد و أنور السادات, ثم يأتي السيسي الانقلابي و سحرته ليوضحوا لنا بعدما انقلبوا على رئيسهم مرسي و خانوا القسم بأن ذلك انتصار….انه حقا ضحك على الذقون !!!

عمر لوريكي: أستاذ التعليم الابتدائي و كاتب ناقد

للتواصل معي: omari.omaro@gmail.com

تعليق 1
  1. ابن زاكورة يقول

    لماذا نحن العرب دائما ننظر من بالعين السلبية،؟لماذا لانبحث على الإيجابيات في حرب اكتوبر،؟لما نجعل المواطن العربي دائما يسبح في بحر التشائم،؟ان تدمير ليبيا وسوريا وتونس ومصر الآن ،والبلدان العربية كلها ستتغير،لماذا؟،حتى لايبقى تضامن بين العرب،،حتى لاتكن حربا اخرى تحقق فيها الدول العربية نتيجة كنتيجة حرب اكتوبر،كان التضامن الإفريقي العربي نتيجة حرب اكتوبر،ولكن سرعان ما نهار هذا التضامن،بتدخل الإمبارالية الكبرى،تغيير الخريطة في الشرق الأوسط،حتى تبقى اسرائيل هي القوية،نحن العرب ننسى سريعا ،الإنقلاب المصري على الشرعية فهو مخطط من المخططات،المنتظرة،والحكومة في مصر الآن صورة مطابقة للأصل لحكومة نتنياهو،الفلسطينيينا باعوا وطنهم قبل ان تخونهم العرب،لماذا تم اقبار التحقبق في قتل عرفات؟يآاخي اقرأ التاريخ من كل جوانبه ،واعطي لكل ذي حق حقه ،وانذاك اكتب ما تريد؛لماذا بقت الجزائر تعاكس المغرب في استكمال وحدته الترابية؟لماذا المحكمة الدولية ضد حكام افريقيا او العرب؟لماذا لم تحاكم اسرائيل حين امطرت غزة بالاسلحة المحرمة دوليا؟،لماذا تفريق السودان؛؟نحن نصدق الإعللا الغربي فيما يقول ونلهث وراء الأخبار الكاذبة،بالأمس كذبة اسلحة الدمار في العراق ،اليوم تدمير سوريا بيادي الإرهاب واموال عربية خائنة لأمتها× ونتهم بشار بالمجرم،ونتهمه بقتل شعبه،نغني مع الإعلان الغربي؛اقرأ التاريخ بجدية ولاتنساق وراء الأكاذيب والأوهام؛

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.