دور زاكورة في الجهة

0 450

[box type=”shadow” align=”alignright” width=”95%” ]

Zagora Press – عمر بلمين[/box]

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن إشكالية الماء وتدبيره في جل مناطق إقليم زاكورة دون أن نسمع عن أي حل ناجع يذكر لحد الآن. أمر طبيعي أن يحصل هذا في منطقة ذات مناخ جاف, لكن الذي ليس طبيعيا هو:
– ما هو السبب الحقيقي في تفاقم الأزمة المائية بصفة عامة و الماء الشروب بصفة خاصة ؟
– لماذا لم نر ولم نسمع عن أي حل ناجع يذكر لحد الآن ؟
وأنت تتجول بإحدى مدننا الكبرى (الدار البيضاء الكبرى مثلا), تفرح (بصفتك ابن المنطقة) وتنبهر بسماع كلمة رنانة وجميلة “هاكم دلاح زاكورة ” على لسان بائعي الدلاح.
إنها كلمة ترفع من قيمة هذا الإقليم الفتي و العريق في الأصالة المغربية, كلمة تعرف به رغم انف الذين يحاولون طمس و تقزيم دوره إقليميا, وطنيا بل وحتى دوليا, فجازا الله عنا هؤلاء البائعين. كلمة شبيهة بتلك الشجرة الخضراء البراقة التي تخفي ورائها أزمة خانقة, وحدها الساكنة المحلية التي تتحمل تبعتها, إن على المدى القريب, المتوسط أو البعيد.
– إن العمود الفقري و الشرايين الرئيسية اقتصاديا لإقليم زاكورة هي وادي درعة و روافده, كما أن الفرشة المائية الرئيسية تتغذى بالأساس من هذا الوادي الذي نعلم كمية الماء التي تمر به سنويا. هذه الفرشة المائية التي استنزفت ولا زالت تستنزف بشكل “بشع في حق الأجيال القادمة ”
إن كل عملية سقي بهذه المنطقة تمر بمرحلتين أساسيتين:

-1 تبخر المياه العذبة, بعد نقلها بتكلفة باهظة من أعماق الآبار إلى سطح الضيعة
-1 تبخر المياه العذبة, بعد نقلها بتكلفة باهظة من أعماق الآبار إلى سطح الضيعة

 

-2 إضافة كميات هائلة من الملح على سطح الضيعة المذكورة أعلاه, نظرا لثقل هذه المادة واستحالة تبخرها
-2 إضافة كميات هائلة من الملح على سطح الضيعة المذكورة أعلاه, نظرا لثقل هذه المادة واستحالة تبخرها

هذا كله يقع في عملية سقي واحدة, فما بالكم بعدد المرات التي تكرر فيه هذه العملية ؟
إن من المزروعات الصبورة التي تحملت عناء و مشقات السنوات العجاف الماضية و رافقت أجدادنا,مانحة إياهم الأمن الصحي لقرون خلت, نجد النخلة التي أصبحت الآن بمثابة امة مخلصة للدلاحة التي استنزفت مائنا وأغرقت تربتنا بسمومها الكيماوية: واحدة من اجل ثقل الميزان أخرى من اجل الحلاوة. الم يحن الوقت للتفكير في بديل مربح و غير ملوث ؟
أما عن الماء الشروب فالحل الأنجع يكمن في الإرادة الحقيقية لتطبيق مقاربة تشاركية بين الجماعات المحلية والفاعلين الجمعويين والاقتصاديين في المنطقة, و للتأكيد على هذا فهناك نموذج ناجح لمشروع مائي (أواخر سنة 2007) بتاكونيت سرعان ما أجهض في منتصف الطريق.
أقول للمسئولين عن وكالة الحوض المائي لسوس ماسة (درعة), إن الساكنة الدرعاوية لا ترغب في ضياع وقتكم بكثرة الحسابات التي لا تسمن ولا تغني من جوع, ولكنها تريد الجواب عن سؤال واحد:
” اذا افترضنا ” أن هذا المنتوج الجديد يدر على خزينة زاكورة أرباحا سنوية هامة و يشغل مجموعة من العاطلين (عملية ا – ب = ج), فهل هذا كفيل بحل كل هذه الأزمات المائية العويصة التي تتخبط فيها الساكنة ليل- نهار ؟
إننا كزاكوريين لا نطالب بالمستحيل, بل شعورنا بالمواطنة الصادقة,و:
– استشعارا للثقة التي وضعها فينا الملك المجاهد محمد الخامس رحمه الله حيث شرفنا بالزيارة الميمونة
– استشعارا للثقة التي وضعها فينا الملك الحسن الثاني رحمه الله وهو يعطي تعليماته لأول عامل على عمالة زاكورة ويقول له, لقد وليناك على أناس ليس من عادتهم أن يطلبوا شيئا و لو كان بهم خصاصة, فعليكم أن تبحثوا على خصاصتهم لتلبوها حتى و لو لم يطلبوها
– استشعارا للثقة التي وضعها فينا الملك محمد السادس نصره الله وهو يجوب أطراف الوطن و يعطي الانطلاقة لمشاريع ضخمة
– استشعارا لكل هذا, نقترح حلولا علمية, عملية, غير مكلفة (مقارنة مع ما هو سائد) و غير ملوثة, لمشاكل طالما عجز المسئولون عن حلها, لسنا ضد أي منتوج يساهم في تنمية المنطقة و التعريف بها, لكننا نريد من المسئولين على هذه المنطقة العزيزة علينا, أن يراعوا مصلحة الساكنة الحالية وأجيال المستقبل وان يفكروا في سبل استقرارها بالحفاظ على مواردها الطبيعية عوض استنزافها والحكم على هذه الساكنة بالهجرة الجماعية الاضطرارية.
و من أراد حقيقة الأمر دون تهويل أو تحيز, فما عليه إلا أن يبحث عن منطقتين اسمهما: واحة لكتاوة (منطقة تاكونيت) وقصبة لعلوجة بامحاميد الغولان و عن مائات الأطنان من التمر التي كانت تنتج قبل أن يهضم حقها من طلقات سد المنصور الذهبي, و تصول وتجول رمالها دون رادع يمنعها وذلك بعدما إقامة صلاة الجنازة على مجرى وادي درعة من فم تاقات (ازغار) إلى أسفل المحاميد.
إن الحلول الناجعة لمشاكلنا ممكنة و غالبا ما تكون سهلة وغير مكلفة, إلا أنها تتطلب رغبة صادقة من طرف المسئولين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.