مهزلة مهرجان فنون احواش : مهرجان لضياع أموال الشعب بدون فائدة

2 811

من الطبيعي أن يترك مهرجان أحواش انطباعات و ردود أفعال لدى المواطن الورزازي سواء كان من المتتبعين للمهرجان أو حتى من المقاطعين له ، و في جولة سريعة لمعرفة ارتسامات المواطنين حول المهرجان و مدى فعاليته في المجال الثقافي ، كانت الآراء متقاربة و كان هناك شبه إجماع على كون “مهرجان أحواش” مهزلة بكل المقاييس ، و الغريب أن تجد نسبة مهمة من الناس (خصوصا السياح ) لم يعرفوا أصلا بتنظيم المهرجان نظرا لقلة الإشهار له سواء محليا أو حتى خارج المدينة ، محليا اللافتات لم ترقى حتا الى مستوى الدورات السابقة.

كما أكد أغلب المواطنين أن توقيت المهرجان أيضا لم يكن موفقا، وكان هذا واضحا إذ تزامن المهرجان مع طقس بارد لا تتعدى فيه درجة الحرارة 9 درجات، أما بالنسبة للسياحة فلم يكن توقيت المهرجان متوافقا مع فترة الذروة السياحية ،هذا كله خلق ما يشبه عدم التجاوب من طرف الحضور .

بالنسبة لخشبة المسرح لم ترق معظم الحاضرين على اعتبار أن الخشبة لم ترق لمستوى المهرجان و اعتبر هذا استخفافا بأحواش ، وكأن المنظمين يرسلون رسالة مفادها :ارم أي شيء على الخشبة و أحضر فرقة تهزج و للتاريخ أن يسجل أن هذه تظاهرة ثقافية تجسدت في مهرجان لأحواش ،بغض النظر عن وجود حضور من عدمه وبغض النظر عن رفضهم أو قبولهم لما يرونه أمامهم .
و بالنسبة لظروف المشاركين او الفنانين الدين ينامون في مؤسسة بجانب مدرسة تاوريرت ألا وهي “دار المواطن” دون ادنى حقوقهم مع العلم ان البعض منهم رفض النوم هناك وذهبو الى منازل اقاربهم و اصدقائهم، دون ان ننسى قول البعض ان الميزانية الموفرة للمهرجان يجب ان توفر لنا النوم في الفنادق.
هناك من قال بالصريح الواضح أن وزارة الثقافة قد جعلت من أحواش ،باقترافها هذا المهرجان، مهزلة ،وصرحوا بأنهم يرون أنه جاء في ظروف غير مناسبة و في حلة أبعد ما تكون عن أهمية أحواش في المنطقة ، و أبرزو شعورهم الصريح بخيبة توقعاتهم و آمالهم في أن يكون المهرجان بادرة تنموية ، تليق بمقام أحواش و دلالاته الثقافية ،و بكون المدينة تحتاج إلى أمور أهم ليصرف فيها المال العام مثل “مشكل الماء الصالح للشرب” بدل مهرجانات لا تقدم شيئا للتنمية المحلية.

على أن فعض المواطنين قد حضروا لمجرد كونهم تعودوا المرور بساحة القصبة للخروج من رتابة الحياة. وعلى أمل أن تكون هناك نسخ مقبلة من المهرجان أفضل من هذه النسخة و أكثر تقديرا للموروث الثقافي المحلي وكذا لوعي المواطن الورزازي بقيمة هذا الموروث و ترقبه المستمر لأنشطة ثقافية لها فعل تنموي على المنطقة بل و تكون مساهمة في انفتاح هذه الأخيرة على العالم بشكل أفضل ، لتقدم صورة أرقى عن شعب و موروثه الثقافي و مسؤولين يسهرون على رسالة تنموية و بناءة ،هو ثلاثي يجب أن يعي بالتوافق بين أطرافه من أجل النهوض بالمنطقة ،غير أن ما كان محبطا هو أن المهرجانات السابقة كانت على حد تعبيري أفضل على الأقل ظاهريا .

هي دعوة إذن لإعادة النظر في دور المهرجانات بورزازات عموما و في مهرجان أحواش على وجه الخصوص و محاولة ربطه بثقافة السكان المحليين و كذا البحث فيه على أساس كونه أكثر من مجرد رقصة وإنما تعبير ثقافي حضاري ،فيه الكثير لاكتشافه ،هذا من جهة ومن جهة أخرى يجب بحث السبل لاستثمار هذا الموروث من أجل تنمية المنطقة و إزالة ما حفها

festival-ahouach-ouarzazate (1)

2 تعليقات
  1. benaji يقول

    مهزلة بالصريح العبارة او خيرنا مايديه غيرنا هوما جايبين لينا كازاوا اسيرو المهرجان

  2. الغريب يقول

    السلام عليكم، الجمهور دائما هو السبب في نجاح أو فشل المهرجانات. العنصر الناقص في كل هذا هو الوعي. لو اتفق الجميع على مقاطعة مهرجانات المخزن لتم إلغاؤها ابتداءا من موازين وانتاءا بالمهرجانات الصغيرة كمهرجان ورزازات. لكن عقليات بوزبال يجب أن تتغير حتى نستطيع أن تقدم قليلا. والله المستعان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.