سوس ماسة درعة و ظلم التصنيف في عدد المصابين بالسيدا
[box type=”shadow” align=”alignright” width=”95%” ]
Zagora Press -محمد أقديم[/box]
تعميم هذا التصنيف (الوصف) على هذه الجهة تعميم غير علمي و لا أخلاقي. إن هذا المنطق التعميمي و التعويمي للعديد من الظواهر المرضية يسيئ الى العديد من الجهات و المناطق بالمغرب و ساكنتها ، حيث تلحق العديد من الأوصاف القبيحة و الأحكام السلبية بالعديد من المناطق و الجهات لا لشيئ الا لوجودها الجغرافي بالقرب من مركز أو مدينة معروفة بظاهرة مرضية معينة مرتبطة في المخيال الأخلاقي و الاجتماعي المغربي بالفساد الأخلاقي و الانحلال الاجتماعي.. فما يقع لجهة سوس ماسة درعة في تصنيفها الأولى من حيث عدد المصابين بالسيدا وطنيا، بسبب الوجود الجغرافي لمدينة أكادير السياحية بها ، ينطبق كذلك على جهة مراكش تانسيفت الحوز، بسبب وجود مدينة مراكش السياحية بها، وربما جهة طنجة تطوان كذلك نظرا للقوة السياحية لمدينة طنجة.
فلما لا يتم التسويق لبعض هذه الجهات ، ومنها هذه الجهة العظيمة(سوس ماسة درعة) اعلاميا في المجالات الأخرى الأكثر حيوية التي تحتل فيها فعلا المراتب الأولى وطنيا، في حين يتم التشهير بها في المرتبة الأولى في عدد المصابين بالسيدا.؟ أ ليس هناك مجالات أخرى تحتل فيها هذه الجهة الكريمة أهلها المراتب الأولى غير عدد المصابين بالسيدا ؟؟ بل لماذا لا يقدم إعلاميا أي مرض آخر من أجيال الأمراض الأخرى( السرطان – أمراض القلب – الحساسية – بوصفير – بوحمرون – ليشمانيا ..) في تصنيف وطني للجهات أو الأقاليم أو المدن ، أم أن مجرد ذكر بعض تلك الأمراض، التي حسمت معها أوربا طبيا في القرن التاسع عشر، يعتبر سبة في جبين الدولة المغربية !!؟؟
لماذا هذا التعويم الكاذب و هذا التعميم الظالم على جهة سوس ماسة درعة كاملة ؟؟ و يقال أنها الأولى في عدد المصابين بالسيدا في المغرب ، بل أكثر من ذلك، لماذا يُقَدَّمُ إعلاميا التصنيف في عدد المصابين بالسيدا وطنيا على شكل ترتيب جهوي، و لم يكن هذا الترتيب مثلا إقليما أو جماعيا أو ترتيب بين المدن، و هذا هو الذي ينبغي أن يكون … ؟؟
و بالتالي فالقول بأن جهة سوس ماسة درعة هي الأولى وطنيا في عدد المصابين بالسيدا يعتبر ظلما حقيقيا لهذه الجهة و إهانة لساكنتها الأكثر محافظة و تدينا من طرف من يقفون وراء هذا التصنيف، خاصة و أن مرض السيدا في تمثلات مجتمعنا المغربي مقرون دائما بالتفسخ و الفساد الأخلاقي، في حين أن القول بأن مدينة أكادير هي الأولى وطنيا في عدد المصابين بالسيدا هو الوصف الصحيح و الكلام الدقيق و المضبوط، مع العلم أن هذا التوصيف نفس لا يجب أن يعمم حتى على مدينة أكادير برمتها ، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن أصول غالبية هؤلاء المصابين لا علاقة لها بمدينة أكادير نفسها، فاذا تم طرح عدد المصابين بالسيدا في مدينة أكادير من عدد المصابين بالسيدا في جهة سوس ماسة درعة ، فمما لا شك فيه أن هذه الجهة ستحتل المرتبة الأخيرة في عدد المصابين بالسيدا، و لكن اللوبيات السياحية بالمغرب التي تستثمر في مدينة أكادير بقوة لها أهداف و مصالح في عدم التدقيق في هذا التصنيف، و ليس في صالحها أن تذكر مدينة أكادير في المرتبة الأولى في عدد المصابين بالسيدا بالمغرب، لان هذا الوباء مرض مستورد وأكبر قنوات استيراده السياحة، و القول بأن مدينة أكادير هي الأولى وطنيا في السيدا، سيشكل رعبا للسياح المفترضين ، مما سيفشل جميع عمليات الاشهار التي تقوم بها هذه الجهات لجلب السياح الى مدينة أكادير ، والتي تصرف فيها الأموال الطائلة … أقول هذه الكلام و أنا لا أنتمي لهذه الجهة، لا أصلا و لا فصلا..!!؟؟