واضع الفكرة التقعيدية للحركة الكشفية

0 584

تكلمنا في مقالنا السابق عن الحركة الكشفية من البناء حتى التأسيس ،وانطلقنا من بطاقتين اساسيتين. البطاقة الأولى وقفنا عند تعريف الحركة الكشفية ، والبطاقة الثانية متى ظهرت الحركة الكشفية ،ولكي نربط السباق باللاحق ويكون العقد مكتملا ،ومحكم البناء. نطلعكم على مقالنا الرابع تحت هذا العنوان : “واضع الفكرة التقعيدية للحركة الكشفية”
ارتبطت الحركة الكشفية في فكر المعاصرين المهتمين بهذا المجال برجل من الرجال ،ونجم من النجوم، لذلك لابد من وقفة متئنية توضح معالم هذا الأمر وتبرز مراميه.
ذكرنا ان تذكرتم معي ان الحركة الكشفية اختلف في تاريخ ظهورها بين المصنفين ومنهم احمد الشرباصي على سبيل المثال لا الحصر في كتابه الذي اوسمه بعنوان ” الحركة الكشفية عربية الأصول “وطالعنا هنا وهناك ما تيسر من مقالات في الموضوع بعد الغوص في اغوارها ، والنبش في دواخلها ، وتجلى لنا بصورة واضحة كوضوح الشمس في كبد السماء على ألسنة الباحثين ان الحركة الكشفية قديمة منذ فجر التاريخ.
ان العلماء ،والمفكرين ،والمنظرين ،والمخترعين مما راكموا من تجارب نظرية وميدانية،بعد كدٍ واجتهاد ومثابرة لسنين عديدة، واعمار طويلة . تبين ان البشر اصناف مصنفة منهم ومنهم، منهم من يبذل الجهد والوقت الطويل من اجل فكرة تؤسس لعلم جديد، تنتفع بها الحضارة الإنسانية في مختلف العلوم :تربوية ، واجتماعية ، سياسية ،واقتصادية…
علمنا فيما سبق ان الحركة الكشفية معروفة ميدانيا لدى جميع الأمم بمختلف جنسياتها منذ زمن بعيد،لكنها لم تعرف تأليفا وتنظيرا ،ترتيبا وتبويبا ، حتى يتسنى للجيل القادم
معرفت الأشياء بمسمياتها، وقواعدها وضوابطها. فيسهل على المتلقي أن يأخذ الأمور من مأخذها الاساسية .
اشرنا تلميحا او تصريحا في مقالنا 2/1 ان مهنة الكشاف الأول بادن باول عسكرية بامتياز وهي مهنة المصاعب والمتاعب، بحيث كان كثير التنقل من بلد الأخر نتيجة ظروف العمل التي تفرض عليه ذلك فتعرف على امم كثير تمتاز بخصائص مختلفة ومتنوعة.
شاهد امم”الهنود الحمر ” تدرب ابنائها على اختراق الفيافي والدخول الى اعماق الغابات الكثيفة بالأشجار والاهتداء إلى اليالي المظلمة وتتبع أثار الإنسان والحيوان، بالإضافة إلي فنون التخاطب بالإشارة وإجادة فن الحيل والاختفاءعن انظار الناس.
بعد هذا الفحص الميداني خرج بنتيجة مآلها انه استخدم النظام الكشفي في الفرقة العسكرية وهي من اول التجارب التي قام بها على فرقته العسكرية من هذا النظام جعله يؤسس للحركة الكشفية في مطلع القرن العشرين يستفيد منها النظام المدني بعد نجاحها الاول في النظام العكسري.
كان 01/08/1907 الإنطلاقة الفعلية للحركة الكشفية بتدريب الفتيان الاعتماد على النفس وتكوين شخصيتهم وتنشئتهم نشأة وطنية واجتماعية تبعث في نفوسهم الاعتزاز بقوميتهم والإيمان بوطنهم وتزويدهم بالمثل العليا التي يجب أن تتوفر في المواطن الصالح المصلح لوطنه ومجتمعه .
مثلت تجربته وكتابته مفتاح من مفاتيح الإنطلاقة العلمية، والفعلية في الحركة الكشفية.فقد القت مؤلفاته كثير من الضوء على أهم الجوانب الأساسية والمهمة في الحركة .
لقد غاص بادن باول في الحركة الكشفية بعد حياة من التجربة والحنكة ،حتى اخرجها جلية واضحة للمهتمين فقعد قواعدها وحدد اتجاهتها وبين مسارها لسالك في طريقها.
الأقول في الختام أن شخصية بادن باول شخصية فذة في عالم الإكتشاف.
حسبنا عند هذا الحد أيها القراء على أمل أن نفصل في المقالات القادمة
ahmed-amghar

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.