محنة ماما مسكور و أولادها لا زالت مستمرة مع كوخ النخيل
زاكورة :اسماعيل ايت حماد
في أقصى دوار تسركات في جماعة ترناتة بقيادة تنزولين في إقليم زاكورة،وفي كوخ شيدته من جريد النخيل وأغطية بلاستيكية بسيطة ،تقطن السيدة “ماما مسكور ” رفقة أبناءها الأربعة ،بداية استقرارها في هذا المأوى البسيط كانت منذ عشر سنوات ،حينما غادرت رفقة العديد من الأسر منطقة “تفراوت ” في جماعة تكونيت بسبب موجة الجفاف التي شهدتها بعض الجماعات القروية بالإقليم وصعوبة ظروف العيش ،لعلها تنعم باستقرار يحفظ كرامتها ويساعدها على إنشاء أسرة ومستقبل تسعد فيه مع أبنائها.لم تجد في مقامها الجديد ما ترجوه وتأمله بل ازداد شعورها بالمهانة وأصبحت تسعى إلى نيل الحد الأدنى والضروري من حقوق المواطنة والأمومة ،بعدما حُرمت من تمكين أبنائها من وثائق الهوية وتسجيلهم في سجلات الحالة المدنية ،وبكل أسف وحسرة ترى كل صباح العشرات من أطفال القرية القريبة من المجال الحضري لزاكورة يتوجهون ببذلتهم الأنيقة إلى المدرسة فيما أبناؤها الأربعة يقضون يومهم بجانب الكوخ إلى أن تعود من عملها في الحقول لتجلب لهم ما تيسر من قوت بفضل جهدها المضني وما يجود به المحسنون.
تركها زوجها وحيدة تصارع صعوبة العيش ونوائبه بعدما تخلى عنها وتزوج امرأة أخرى ،لقد تزوجا “بالفاتحة” ولم يتمكنا من توثيق عقد زواجهما لضعف الإمكانيات المادية ولجهلهما بالإجراءات القانونية .
“الأحداث المغربية” انتقلت إلى عين المكان ،وجدنا أطفالا يلعبون قرب الكوخ ،من بعيد لمحتنا جارتها وعرفت أننا غرباء عن المنطقة، فاقتربت منا لتسألنا عن هدف الزيارة بدا عليها نوعا من التوتر والاحتراز من كل غريب ،بعد حديث قصير معها و اطمئنانها لزيارتنا أخبرتنا أن”ماما مسكور” لم تعد بعد من عملها في الحقول ،و أسرت إلينا أنها كانت تخشى من رجال السلطة وأعوانها ،حيث قاموا بزيارتها منذ أيام قليلة وطلبوا من الأسر التي تقطن مساكن عشوائية بضرورة إخلائها ،وأمهلتهم مدة أربعة أيام وفي حالة رفضهم ستتخذ قرار الهدم باستعمال جرافة ،كل هذه الاسر نزحت من مناطق جماعة تكونيت منذ عشر سنوات فرارا من قساوة ظروف الجفاف .
بعد لحظات التحقت بنا “ماما مسكور” وأخبرناها بهويتنا وهدفنا من الزيارة،فرحبت بنا وطلبت منا التحدث معها بـ”الشلحة” التي لا تفهم غيرها، وبأمازيغتها القحة عبرت لنا عن مرارة العبش وظروفها :(إسمي ماما مسكور ،لدي أربعة أبناء أكبرهم عمره عشر سنوات، لا وثائق هوية لديهم ولم يُسجلوا في سجلات الحالة المدنية ،نعيش ظروفا قاسية في مسكننا الذي هو عبارة عن كوخ من جريد النخيل،ذهبت إلى السلطات لتساعدنا في تسجيل أبنائي وتجديد بطاقتي الوطنية فأجد كل الأبواب موصدة، و ذهبت إلى قائد قيادة تنزولين وعامل إقليم زاكورة.