ما سر تفاقم معضلة أساتذة سد الخصاص

0 440

من القضايا التي ترهق حاليا وزارة التربية الوطنية وتكوين الأطر,قضية أساتذة سد الخصاص من حملة الشواهد ممن احتاجتهم وزارة التربية الوطنية لمدة تصل أحيانا الى أربع سنوات,ثم لسبب أو لآخر أوقفت التعاقد معهم . كنت كثيرا ما أتفادى الخوض في مثل هذه القضايا الشائكة الحالكة والناتجة عن سياسة الارتجال التي تعتمدها وزارتنا بالترقيع والتضييع من خلال قرارات غير مبنية ولا مدروسة ولا مؤسسة على مشروع يرمي الى سد الخصاص بشكل ممنهج , وليس بطريقة عبثية أوقعتهم في معضلة ذات طابع إنساني واجتماعي. تناولت الموضوع لأن الأمر يتعلق بجانب اجتماعي من حاملي الشواهد شاءت الأقدار وسياسة بلادنا الوظيفية والاقتصادية والاجتماعية , والتي تخلو من آفاق, في ظل دولة كثر فيها الموظفون الأشباح وكثر فيها سوء تدبير الموارد البشرية وسوء توزيعها, ومن قطاع خاص لا يساهم في تنمية البلاد بقدر ما يبحث أصحابه عن الربح السريع مستخدمين عمالا في ظروف يعلم الجميع وضعيتهم وحالهم . ومن شمولية لقضايا مجتمع تخرج أبناؤه بعد عناء كبير وحملوا شواهد عليا جعلت منهم معطلين وغير مؤهلين لعمل حرفي ,اللهم تقلد وظائف لا يتقلدها المغاربة بنفس الحظوظ ولا نفس الفرص .ومن جراء سياسة تعليمية لا تخطط لأي شيء ,وسياسة حكومية آنية لا تدرس أي شيء . – أفواج تتخرج ,فأين المصير؟ – وحملة شواهد بدون أفاق ,فأين المستقبل؟ – ولماذا نحملهم ما لا يطيقون؟ درسوا لأكثر من عشرين سنة , وعاشوا البطالة لسنوات من بيع بالتقسيط في الأسواق الى العمل بالمقاهي الى ما لا يستطيع القلم ذكره… جاءت فرصة وعاد الأمل الى نفوسهم . حملوا محفظاتهم وغطوا بأقصى الفرعيات , بل بفرعيات لا طير فيها يطير ولا نمل يسير ولا دابة أو إنسان يتحرك.وحدهم في أرض خلاء عراء . شباب تجاوز جلهم الثلاثين من عمرهم بل الأربعين, وبدأ شبابهم يذبل وأملهم يحبط ورغبتهم في الحياة تنمحي. زهرة شباب شابت ومحبة في الحياة خابت . بدون بيت الزوجية ولا رغبة لهم في ذلك , من شدة البأس واليأس والفقر. لم نعد نعدهم من” الناقمين على المجتمع “,بل نقول عنهم ” المجتمع ناقم عنهم” شمعة بدأت تنطفئ وأفول بدأ يحل . فأين المستقبل ؟ – أليس لهم الحق في الحياة؟ – ألا تفكر الدولة قطاعا عاما وخاصا في هذا الكم من الشباب الذين فقدوا طعم الحياة. انحرف من انحرف منهم ,وعاش من بقي منهم عالة على مجتمع لم يعد يتحملهم وأسرة غير قادرة على تحملهم؟ – كيف لأسرة تخرج من أبنائها اثنان أو ثلاثة ,وأصبحوا عالة لا عمل لهم ولا اعتبار لهم ولا مكانة داخل المجتمع تحميهم؟ – كيف لدولة لا تتحرك وهي تعلم أن عددا يفوق 200.000 من حاملي الشواهد العليا بدون عمل ولا آفاق؟ إنها معضلة كبرى . اللهم فرج كربهم ,واجعل المستقبل بريق أمل لديهم,وامددهم بالصبر والتحمل… الى أن يفك الله معاناتهم. إنك نعم المولى ونعم المجيب …… محمد المقدم
image

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.