متى نتنفس الصعداء

3 580

[box type=”shadow” align=”alignright” width=”95%” ]

Zagora Press – عبد الحق لوشاحي

[/box]
بادئ ذي بدء، أود أن أؤكد أن القارئ لهذه السطور قد يشاطرني الرأي ويقاسمني عمق الحزن والمأساة التي أشعر بها حينما يتعلق الأمر بالوضع الصحي، ببلادنا عامة وزاكورة بشكل خاص.ففي الوقت الذي يتعين على المسئولين إيلاء الاهتمام بالعلم القروي وتزويده بطاقات وأطر وكفاءات تحمل كل معاني الإنسانية، وجد إقليم زاكورة نفسه بين المطرقة والسندان: مطرقة القهر والتهميش والإقصاء القصري، وسندان أذان المسئولين الصماء الذين لايهمهم سوى الجلوس على الكراسي والضحك على ذقون الساكنة المتشبعة بقيم المواطنة الحقة و الكرم والأخلاق والهوية الأصيلة.
وانسجاما مع هذا الوضع تفتق وعينا للحديث عن الأوضاع الصحية بالإقليم إثر الخصاص المهول الذي تعرفه المستوصفات الموزعة على الجماعات الترابية بذات الإقليم،ناهيك عن المستشفى الإقليمي والمركزي”الدراق” وعن أي مركزية نتحدث إنه مستشفى يعرف انتقالات للأطباء وهي في غالبيتها غير مبررة واللاجئ إليه للشفاء يزداد مرضا على مرض، إذ يكون حال هذا المسكين أكثر سوءا حيت يركن لسويعات طوال في قاعة الانتظار التي تكتظ عن أخرها، بالإضافة للتعامل للإنساني مع المرضى،كما أن معاناة النساء الحوامل أثناء الوضع في غياب البنية التحتية الضرورية والأطباء ذوي التخصص يجعل هن معرضات للفظي أنسهن الأخيرة داخل هذه البناية، والمحظوظان من هن- وهن قليلات- يغادرنه للعودة إلى بيوتهن دون أدنى اهتمام.
ونظرا لمستوى الوعي الذي أصبح يتمتع به سكان الإقليم بدأ مجرى الواقع يتغير بتغير العقليات وبتحررها من الأفكار التقليدية، وقد ترتب عن هذا تنامي ظاهرة الاحتجاج (تاكونيت، أولاد يحيى…)
إذ من غير المعقول أن مدينة كزاكورة يفوق عدد سكانها 283.368 نسمة حسب الإحصاء الأخير سنة 2004، لتتوفر إلا على مستشفى واحد يفتقر لأبسط الضروريات، ويظل حال تسيير الجانب الصحي بالبلاد” كمن يمضغ الماء ويطحن الهواء” لا مصداقية ولا نية إصلاح، ليبقى الإقليم ضحية لسياسات الارتجالية والتخبط.
إن المبتغى ها هنا هو أن تسود العدالة الاجتماعية بين أبناء الوطن جميعهم، والمعاملة بالمثل.و الارتكاز على الكفاءات المحلية التي لها دراية اجتماعية بالوضع السكاني بالمنطقة.
ولسان حالنا يقول، أنه لحديث عن التنمية دون الاهتمام بالمتطلبات الصحية للساكنة الإقليمية.
فمتى نتنفس الصعداء…ونرى إقليم زاكورة كما نصبو إليه ويتحقق حلم الساكنة، التي لازالت تؤمن أن الخير والصلاح قادم وأن الفساد والظلم سيزول يوما.
إن بعد الليل فجرا.

3 تعليقات
  1. الزاهر يقول

    إشكال الصحة بالمنطقة-زاكورة- نسق معين من مجموع الإشكالات المركبة التي تنخر جسد البلاد يوم بعد يوم، لكن أظن مع حركة الوعي واليقظة التي يتزعمها الشباب اليوم سيتم افتكاك هذه الأمراض الاجتماعية….

  2. ouhaddou يقول

    مستشفيات كالسجون واءطربلا ضمير احداث مسلسل لا تنتهي…

  3. ouhaddou يقول

    او بالاحرى احداث فلم رعب لا تنتهي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.