مداخلة عن بعد ل”عمر بلمين” المتخصص في التنقيب عن الماء والمعادن بزاكورة حول رزاعة البطيخ
[box type=”shadow” align=”alignright” width=”95%” ]
زاكورة – عمر بلمين
[/box]
1- فبعد تشكراتي الحارة لكل الغيورين على منطقة زاكورة الحبيبة واعتذاري لعدم تمكني من حضور المائدة المستديرة حول زراعة الدلاح, أقول: لقد قال المندوب عن وكالة الحوض المائي لسوس ماسة درعة (الخبير المسئول) في نشرة إخبارية “بمسائية القناة الثانية ليوم 14-12-2013 ” وبكل وضوح بان الفرشة المائية تضررت كثيرا بزراعة الدلاح, وقالها الفلاحون المحليون الممارسون لعدة عقود في المنطقة, والذين عانوا الأمرين من جراء هذه الزراعة, فماذا عسانا أن نقول نحن ؟
2- لقد قامت الدولة مؤخرا بانجازات هيدرولوجية (تجميع ماء الوادي) من اجل انتعاش الفرشة المائية بواحة فزواطة, و هذا يندرج في البرامج المستقبلية التي طالما نادينا بها منذ تسعينيات القرن الماضي “انظر جريدة L’opinion ليوم 04-10-1998 ” , و يعمل على تنمية حقيقية و مستدامة للمنطقة, إلا انه و مع كامل الأسف فان هذه الكميات المجمعة في باطن الأرض والتي كان من الممكن أن يستفيد منها النخيل و غيره لمدة أطول , جاء أباطرة الدلاح فسكفوها سكفا في بضعة أيام, فماذا عسانا أن نقول نحن ؟
3- بمقارنة جد بسيطة, قبل أربع سنوات عندما انتعشت الفرشة المائية بدرعة عموما و بتاكونيت خصوصا, بلغت مداخل الجماعة القروية لتاكونيت رقما قياسيا بسبب مداخل الثمر, هذا على الصعيد المحلي, أما على الصعيد الاقليمي , الجهوي بل و حتى الوطني, فقد وصل ثمن الكيلوغرام من هذه المادة الحيوية في اكبر و أشهر الأسواق بالعاصمة الاقتصادية (الدار البيضاء), 03 دراهم, وقد تحسنت وضعية الفلاح المحلي كثيرا بشهادته هو. فماذا عسانا أن نقول نحن ؟
4- لقد طالبنا المسئولين عن القطاع الفلاحي بورزازات أن ينيروا الرأي العام والمواطن الزاكوري على الخصوص عن تكلفة الدلاحة الواحدة من ماء و خدمات دون أن نغفل تأثيرات المبيدات التي تستعمل, على الفرشة المائية, الساكنة و المزروعات الأصلية, ومقارنة هذه التكلفة بالربح الذي تدره على الخزينة العامة لزاكورة التي تستفيد منها كل ساكنة هذا الإقليم و ليس بعضها فقط. هذا ما يمكن ان يقوله كل غيور على هذه المنطقة
5- لقد طلبنا المسئولين عن الحوض المائي بمناسبة الملتقى الدولي الثاني للواحات و التنمية المحلية, بإجراء دراسات “هيدروجيولوجية” للبحث عن فرشات مائية عميقة بواحات درعة, على غرار ما قامت وتقوم به وكالة الحوض المائي لزيز,اغريس و لمعيدر. إلا انه في توصيات هذا الملتقى الدولي و كذا في تصريحات السيد المندوب عن وكالة الحوض المائي لسوس ماسة درعة للقناة الثانية, استبدلت كلمة “هيدروجيولوجية” ب كلمة “هيدرولوجية” لا ندري هل وقع هذا سهوا أو مقصودا, علما بان هناك فرق كبير بين هذه الدراسة و تلك.
6- أخيرا, وبعد مشاهدتي عبر زاكورة ابريس للمداخلات, لا يسعني إلا أن انوه وأقدم تشكراتي الحارة لكل الحاضرين في اللقاء التواصلي (المائدة المستديرة حول زراعة الدلاح), لنقاشاتهم المستفيضة و اهتمامهم بالتنمية المستدامة لهذه المنطقة, وليعلم الجميع: فالحلول الناجعة لأي منطقة لا يمكنها أن تأتي إلا من الذي عانا ويعاني من المشكل “فما حك جلدك مثل ظفرك”, أما الذي لم يشعربه آو لم يعرفه, “ففاقد الشيء لا يعطيه”