زاوية “تمسلا” فرع القادرية الضارب في التاريخ
بدأ موسم القادرية السنوي بفرع تمسلا بعمالة زاكورة، جهة درعة و التي تتكون من قبائل أهل تمسلا و العبيد و أهل تازارين و أيت مسعود يوم 18/1/2014 بجو من الأهازيج و الطقوس التي تميز الموسم طيلة السنوات التي بدأ فرع الزاوية يعمل، يحكي لمقدم سالم عن هذا الموسم قائلا: كان يأتيه منذ أزيد من ثمانين عاما وهذا هذه الموسم يحج إليه الكثير من الناس بالمنطقة و كل منطقة ترسل ما سماه بالعلام ، و هو موكب من الناس الذي كانوا متشبتين بالزاوية منذ القدم، و يترأس هذا الموكب شخص كبير السن يطلقون عليه ” لمقدم”
يعد الاستقبال أحد الطقوس الأولى في الزاوية من خلال الترحب بكل الوفود التي تأتي من عدة مناطق مثل تازارين و تفتشنا و ترغليل و غيرها من المناطق . ثم يلي هذا الطقس تهيئ أكلة جماعية قبل أن يخرج الجميع إلى اللحظة المهمة التي ينتظر فيها الناس قدوم ناقة من منطقة تازارين التي تبعد عن تمسلا أكثر من 100 كلم و الغريب أن هذا الجمل يأتي مشيا بالأقدام يقوده أشخاص يشدون الرحال لمدة 3 أيام.
في جو من الزغاريد و الفرحة يبدأ الموسم بعد لقاء الناقة المنشودة التي يأتون بها من طريق خاص منذ أزيد من 80 سنة كما يقول لمقدم سالم الذي أعطانا معلومات قيمة عن الطقوس .
كان الجمل بني اللون كبير الحجم ملطخ بالحناء ، يذهبون به الى ضريح قرب الزاوية و يسقونه قبل أن يذهبوا به إلى مكان بأحواز المسجد الذي بربط فيه لمدة يومين قبل أن يتم ذبحه.
تتم عمالية الذبح حسب الرواية الشفوية لأصحاب المنطقة في جو من الروحانية تستحضر فيه طاقات و تمثلات لعلاقة الروح بالعقل، و تكون النساء هنا أكثر الوفود الى المنطقة. تقف الناقة و هي تذرف دموعا على مصيرها المحتوم قبل أن تتعرض لضربات قوية في العنق حتى يسل دمها .
هذه عادات تمسلا في اليوم الأول، و هو ما يبن تعلق الناس بالزاوية منذ التاريخ ، و يؤكد عمق التجربة القادرية الراسخة في أذهان سكان مدينة زاكورة.