امنحوهم ما يستحقون

1 416

“25 سنة عام اولدي ديال الخدمة وفي الاخير خلاو لينا 2 دريال ” بهده العبارة التي تنم عن الحسرة عبر احد المتقاعدين العسكريين عن تدمره من الحالة الي الات اليها اوضاعهم  الاجتماعية والمعيشية,اوضاع تتدهور يوما بعد يوما.

كلام المتقاعد كان فيض من غيظ مما تعيشه فئة المتقاعدين وبالاخص العسكريين منهم,فمن المخجل ان نسمع متل هده الشهادات في دولة تتغنى بتكريم واحتضان اوفيائها ,بل من المجحف ان نعايش في شوارعنا اناس اشبه احيانا بالمتشردين يفترشون الارض ويلتحفون السماء,اناس قدموا اغلى ما يملكون ,اناس ضحوا بالغالي والنفيس,اناس تركوا متاع الدنيا وملداتها وحملوا السلاح دفاعا حرمة البلاد واعراض العباد ,اناس ما استكانوا للراحة يوما كان همهم الوطن ولاشيء غيره في سنوات كان حمل السلاح اشبه بالانتحار,انتحار اعتبروه استشهادا ماداموا يدافعون عن الارض ومن عليها .

من المخجل ان يتغنى بلد بالمساواة بين افراده في الحقوق والواجبات وفي نفس الوقت يغدق على تلة بالامتيازات والاجور السمينة ,تلة من الوزراء والنواب والمدراء مقابل عمل يجهل العامة والخاصة ماهيته ,وفي المقابل يمنح حفنة دراهم “2 دريال كما قال المتقاعد” لاناس رآوا الموت والسجن والعداب والحرمان والبرد والجوع .

صحيح الدفاع عن الوطن ليس محل مزايدات لكن اكل ارزاق هده الفئة وتهميشهم والاجحاف في حقهم امر مرفوض بل جرم لا يغتفر وظلم ما بعده ظلم .

على المسؤولين ان يلتفتوا لهده الفئة وتمنح لها حقوقها كاملة غير منقوصة ,لا ان يتركوا يضربون الاخماس في الاسداس حسرة على وطن “عطاهم بالظهر ” بعد ان اشتد عوده.

على المسؤولين ان يسهروا على توفير الظروف الملائمة لهم من مراكز خاصة بهم تنسيهم مرارة السنين,بل اجورا تضمن العيش الكريم وتقيهم تكالب الاهوال والاحوال بدل هده الاجور الهزيلة التي لا تغني ولا تسمن من جوع.

التقاعد عند الدول التي تحترم مواطنيها فترة لاسترجاع الانفاس وتعويض سنوات مرت في ساحات الحروب وفي الفلاة,اما نحن وللاسف الشديد فعوض ان تكون كدلك اصبحت فترة التقاعد فرصة لتوزيع “السيفيات” بحتا عن شغل يمنع عنهم شر السؤال ومواجهة تقلب الاحوال وسد حاجات الاولاد.

على الحكومة ان تعالج مشكل التقاعد بتقديم حلول جدرية وفي اطار منظومة متكاملة هدفها النهوض باوضاع هده الفئة التي قدمت تضحيات جسام للوطن والعباد,بدل حلول ترقيعية لا طائل من ورائها, وكل ما يمكن تقديمه للمتقاعد لا يمكن اعتبارها صدقة تقدم لهم بل هي ابسط حقوق يمكنها تقديمها لهم جزاءا لما قدموه وبدلوه.

تعليق 1
  1. fatimzahra يقول

    شكرا اخي لحسن على هدا المقال يستحق القراءة لان ابي من المتقاعدين الدين يعانون هده الاوضاع شكرا مرة تانية على هذه الالتفاتة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.