في تنغير إعلاميون متطوعون لا مأجورون وفقط
يعرف الإعلام الإلكتروني بإقليم تنغير والجنوب الشرقي عامة نقلة نوعية مميزة بعد انتشار مجموعة من البوابات الإلكترونية والمواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي “الفايسبوك” كلها تسهر حسب اجتهاداتها الممكنة على تغطية ونقل مختلف الأحداث والوقائع على المستوى الوطني، والإقليمي والمحلي.
كما أن بروز ثلة من الأقلام والكتاب الصحفيين والمراسلين والمصورين والمتطوعين، يؤكد أن تنغير على المسار الصحيح وتتجه لخلق منظومة متناسقة واعية بمسؤولياتها تجاه قضايا المجتمع والوطن رغم وجود بعض الاختلافات والاختلالات والملاسنات التي تظهر هنا وهناك بين الفينة والأخرى والتي تسيء لهذه المنظومة بمجملها ويلزم تجاوزها بالمطلق.
هذه الاشكالات البسيطة لا تحول دون أن نؤكد أن تنغير تمر بفترة انتقالية إيجابية يحاول فيها البعض من جهة المساهمة حسب إمكاناته ووسائله المتاحة في خدمة هذه الرقعة الجغرافية المترامية الأطراف والمتعددة الهموم والمشاكل والعزيزة علينا جميعاً قبل وبعد قدوم هذا التغيير الإيجابي الذي بدأ يطرأ على مستوى الإدارة والسلطة ووعي المواطن بحقوقه وواجباته شيئاً فشيئاً.
وانطلاقاً من هذا المعطى يمكن القول أن تنغير مقبلة على ما يمكن أن نسميه ب “صناعة إعلامية” محلية ذاتية عنوانها البارز أن الجميع ملزم أكثر من أي وقت مضى بالمساهمة بالقليل قبل الكثير والتشجيع قبل الطعن والتحطيم والتحفيز بدل اليأس والتخوين. فلا يمكن بأي حال من الأحوال التقليل من مجهودات كل العاملين بالحقل الإعلامي الإلكتروني المحلي بتنغير من مؤسسي المواقع الإخبارية وصولاً إلى الكتاب والمراسلين المتطوعين والمصورين وكل الغيورين على واقع هذه المناطق.
ومن جهة أخرى من المخزي وغير المعقول أن يلجأ البعض إلى المقارنة بين صحفيي الجرائد والقنوات والإذاعات الوطنية الذين يتلقون كل التكوين في المعاهد والمؤسسات المتخصصة وكل التمويل من المؤسسات الرسمية وكل التعويضات والمنح من المؤسسات المشغلة بينهم وبين ما يقدمه إنسان متطوع يحمل آلة تصوير أو قلم يخسر كل شيء من أجل أن يقدم خبراً أو ينقل صورةً أو يكتب مقالاً يكشف به حقيقة أو زيف أو موضوع ما قد يجر عليه الاستنطاقات والمتابعات الأمنية التي يحاول الكل تناسيها في مثل هذه المواقف.
فالفرق من منظورنا يتجلى في كوننا أصبحنا نعي مسؤولياتنا كأفراد لا كجماعات “لأن ذلك قد يأتي وقد لا يأتي” أنه من واجبنا النهوض بالإعلام المحلي وألا ننتظر الإملاءات الفارغة أو الخطابات الجوفاء المملة التي تدعي وتردد على مسامعنا كل يوم أن الإعلام الرسمي يقوم بتهميش مناطقنا ويمارس عليها تعتيماً إعلامياً بل والإقصاء الممنهج دون أن نستطيع تغيير هذا الواقع المظلم أو منا من يحرك ساكناً. صحيح أنه يفعل ذلك ولا يزال ولكن يفعل ذلك لأننا نستحق ذلك ولا شيء غير ذلك !!
فبدل أن نتوحد كل من موقعه ومسؤوليته ونحاول جميعاً تشجيع هذه الطاقات التي يعترف لها الأجانب بجليل خدماتها وما تقدمه إعلامياً تجد أبناء العمومة والمنطقة هم من يكنون لك ولهم كل الحقد والتنقيص والتجريح والمس بأشخاصهم بدعوى “حق النقد ” والعتاب الغير مجدي، صحيح، “حق النقد” مكفول إذا كان يراعي الضوابط الأخلاقية اللازمة لذلك وكان سيأتي بمعلومة مغلوطة تم تسريبها أو نسيانها أو تأكيد لحقيقة ما أو استزادة واستطراد في موضوع ما.
أما الطعن والتنقيص والاتهامات والخوض في أسرار وعيوب الأشخاص من أجل التحطيم والضرب في أشخاصهم بدون وجه حق فلا أعتقد أنه صائب ومعقول ولا نستحق من أجله أن يفتح أي منا فاه للشكوى أو للتظلم ضد أي كان، لأن الخاسر الأكبر بعد ذلك هو هذه المنطقة العزيزة التي تسعنا جميعا بمرضنا هذا وبفقرنا وبجوعنا وبتهميشنا الذي نستحقه ويشكرنا عليه أعداءنا ويتمنون ألا نحيد عنه يوماً.