ليالي العبيد ، في قصر الرئيس
في بلدتي ، يتواجد قصر الرئيس ، فيه العبيد ، لا يدخدرون جهدا في الدود عن الرئيس و حاشيته ، يبذلون الغالي والنفيس في سبيل إرضاء فخامته ،
حين يسدل الليل ستاره ، وتنطفئ أضواء البلدة ، وتنصرف أرواح العباد إلى الخلود إلى النوم ، بعد يوم مضن من العمل الشاق ، يتسلل العبيد خلسة إلى قصر الرئيس ، عبر مختلف الأزقة المؤدية إليه ، قبل بدأ الجلسة الخاصة بوضع خطط إستراتيجية محكمة للسيطرة على البلدة ، ومعاقبة كل من يغرد خارج السرب ، يتم إعداد إبريق من الشاي أو القهوة ، حسب الطلب ، كما يتم إعداد النرجيلة ، فهي أساسية ، ولا يمكن الاستغناء عنها، العبيد قوم لا يملون ، يتحملون المشاق ، يخططون ، يدبرون ، يكيدون ، يوزعون الأدوار فيما بينهم ، يتضامنون فيما بينهم ، يتقاسمون لفافات السجائر من نوع مركيز فيما بينهم ، فليالي قصر الرئيس ، ليست كباقي ليالي البلدة ، سماء غرفة الاجتماعات ملبدة بدخان الحشيشة والنرجلة ، وملوثة بالكلام الفاحش يحكي أبشع صور الرذيلة ، في بلدة سادتها أناس لا يتطهرون .
تبدأ الجلسة بتقديم مختلف التقارير اليومية المتعلقة بشؤون البلدة ، خاصة تلك المتعلقة بارتسامات الناس حول أداء الرئيس ، وتنتهي بوضع برنامج اليوم الموالي ، يتم من خلاله توزيع أدوار استطلاعية ، ترصد تحركات الساكنة ، خاصة الأعداء المحتملين ، إنه أشبه ما يكون بنظام فاسد ومستبد ، لدولة قائمة بذاتها ، تبدل الغالي والنفيس من أجل سحق مواطنيها وإحكام سيطرتها عليهم ، عوض توفير الحاجيات الأساسية لهم ، لعنة الله على الجهل . فهو يغذي الفساد ، والفساد يولد الفقر ، والفقر يصنع من الأحرار عبيدا، والعبيد يخدمون السفهاء، وتضيع فرص التنمية ، وتضيع معها المصلحة العامة.