الذكرى ال56 لزيارة جلالة المغفور له محمد الخامس لمحاميد الغزلان

5 1٬420

تحل يوم 25 فبراير الجاري الذكرى ال56 للزيارة التاريخية التي قام بها جلالة المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، إلى منطقة محاميد الغزلان سنة 1958، وهي الزيارة التي تجسد التلاحم الوثيق والترابط المتين بين العرش والشعب من أجل عزة الوطن وكرامته، وتربط الماضي بالحاضر لمواصلة مسلسل التحرر والوحدة والتنمية.

ومن مظاهر هذا الترابط بين الماضي والحاضر تلقين الأجيال الصاعدة تاريخ الكفاح الوطني الطافح بالملاحم والبطولات والزاخر بالأمجاد، تماشيا مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الداعية إلى الاعتزاز بالأمجاد والذكريات الوطنية الخالدة، واستحضار تضحيات شهداء الحرية والاستقلال والوحدة الترابية لاستلهام دلالات كفاحهم وجهادهم، والتذكير بتضحياتهم الجسام في سبيل إعلاء راية الوطن وإذكاء الروح الوطنية الخالصة ومواقف المواطنة الإيجابية في ملاحم الجهاد الأكبر لبناء المغرب الجديد، وتوطيد دعائم ارتقائه الموصول على درب الحداثة والديمقراطية والتنمية الشاملة والمستدامة.

وقد شكلت زيارة جلالة المغفور له محمد الخامس لمحاميد الغزلان، وقتئذ، تأكيدا وتثمينا لنضال وجهاد أبناء المناطق الجنوبية من أجل التحرير والوحدة، خاصة وأن أبناء هذه الأقاليم أظهروا تعلقا متينا وراسخا بوطنهم وملكهم ودينهم، كما عبروا عن مشاعر الاعتزاز العميق بانتمائهم إلى الرصيد الكفاحي التاريخي الذي جمع سكان الصحراء بإخوانهم في باقي مناطق البلاد خلال فترات تاريخية وجهادية ضد الاحتلال الأجنبي.

وما تزال ذاكرة ساكنة هذه الربوع من المملكة تحتفظ بدرر ثمينة وعميقة الدلالات من الخطاب الهام الذي ألقاه بطل التحرير خلال هذه الزيارة التي أحيى بها سنة حميدة دأب عليها ملوك الدولة العلوية الشريفة، الذين كان من عادتهم القيام بزيارة للصحراء لتفقد رعاياهم بها، مؤكدين بذلك وحدة المغرب وسيادة سلطته الشرعية على سائر أطرافه منذ أن بدأت الأطماع الأجنبية تتجه نحو البلاد.

وفي هذا السياق، قال جلالة المغفور له محمد الخامس في هذا الخطاب التاريخي “إننا سنواصل العمل بكل ما في وسعنا لاسترجاع صحرائنا وكل ما هو ثابت لمملكتنا بحكم التاريخ ورغبات السكان، وهكذا نحافظ على الأمانة التي أخذنا أنفسنا بتأديتها كاملة غير ناقصة ألا وهي ربط حاضرنا بماضينا وتشييد صرح مستقبل مزدهر ينعم فيه جميع رعايانا بالسعادة والرفاهية والهناء”.

وشكلت هذه الزيارة الملكية الميمونة مناسبة كذلك لسكان محاميد الغزلان وشيوخ وأعيان القبائل الصحراوية لتجديد بيعتهم لملكهم وتأكيد تعلقهم الدائم بأهداب العرش العلوي المجيد وصيانة الوحدة الترابية للمملكة واسترخاص كل التضحيات دفاعا عن المقدسات الدينية والوطنية والمقومات الحضارية والتاريخية.

كما شكلت الوقفة التاريخية لجلالة المغفور له محمد الخامس على تخوم الأقاليم الجنوبية من الوطن، التي كانت خاضعة آنذاك للاستعمار الأجنبي، مؤشرا وموقفا لا غبار عليه في ما يخص عدم تفريط المغرب في أي شبر من أرضه. وقد واصل هذه الملحمة جلالة المغفور له الحسن الثاني، قدس الله روحه، بترابط متين مع شعبه الوفي. وتجلت هذه الملحمة في أبهى صورها من خلال المسيرة الخضراء المظفرة التي أبدعها جلالة المغفور له الحسن الثاني سنة 1975 والتي استطاع المغرب بفضلها استرجاع الأقاليم الجنوبية المغتصبة ليتم جلاء آخر جندي عن ربوعها في 28 فبراير 1976.

وجاءت زيارة الملك الراحل الحسن الثاني لمحاميد الغزلان في 11 أبريل 1981 في غمرة أجواء التعبئة الوطنية لصيانة الوحدة الترابية، وجدد خلالها المضامين التي خلدتها زيارة والده جلالة المغفور له محمد الخامس لهذه الربوع، حيث أكد مخاطبا سكان محاميد الغزلان “إن الذاكرة ترجع بنا إلى الوراء، ترجع بنا إلى سنة 1958 حينما زاركم والدنا المنعم محمد الخامس، وإننا لنذكر تلك الزيارة باعتزاز وتأثر، نذكرها باعتزاز لأن من هنا انطلق صوته رحمة الله عليه مطالبا باسترجاع الأراضي المغربية حتى تتم الوحدة الوطنية، ونذكرها بتأثر لأنها لم تكن صيحة في واد بل كانت نداء وجد أعظم صدى وكان عرسا له أكبر نماء وكان درسا في السياسة والصبر والمصابرة ها نحن اليوم نجني ثماره”.

وبالعودة قليلا إلى الوراء، فقد جنى المغرب ثمار كفاحه المستميت والمتواصل إذ تم استرجاع مدينة طرفاية سنة 1958 ومدينة سيدي إفني سنة 1969. وكان ذلك بفضل السياسة الحكيمة التي نهجها جلالة المغفور له الحسن الثاني، رضوان الله عليه، الذي عمل جاهدا من أجل توحيد البلاد وتخليص مناطقها الجنوبية من الوجود الأجنبي.

وقد مكنته عبقريته الفذة، وحنكته السياسية من تحقيق ذلك عبر المسيرة الخضراء المظفرة التي نادى بها يوم 16 أكتوبر 1975، داعيا شعبه الوفي للتوجه إلى الصحراء المغربية في مسيرة شعبية سلمية سلاحها القرآن الكريم والإيمان لاسترجاع الحق المسلوب. فكانت المسيرة الخضراء تجسيدا فعليا لمضامين الخطاب السامي الذي وجهه جلالة المغفور له محمد الخامس إلى ساكنة محاميد الغزلان ومحطة بارزة في مسار استكمال الوحدة الترابية.

وعلى هذا النهج يواصل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، تجديد هذه المضامين والقيم الخالدة من خلال الزيارات الميمونة التي يقوم بها جلالته لهذه الربوع والأقاليم الجنوبية، حاملا لواء إعلاء صرح المغرب الجديد، بالتحام تام مع شعبه الوفي من طنجة إلى الكويرة.

كما يواصل جلالته ملحمة الدفاع عن الوحدة الترابية وصيانتها وتثبيت مغربية الأقاليم الصحراوية التي كانت وستبقى جزء لا يتجزأ من التراب الوطني في ظل السيادة الوطنية.
زيارة محمد الخامس لمحاميد الغزلان

5 تعليقات
  1. mahmoud يقول

    السؤال المطروح مادا استفادة المنطقة من هذه الزيارات.انها من المغرب العميق الغير النافع….

  2. سالم يقول

    السؤال المطروح مادا استفادة منكم المغرب

  3. ismail baalla يقول

    ثانوية محاميد الغزلان ٢٠١٤

  4. زاكوري يقول

    دأب ملوك الدولة العلوية إحياء ذكرى زيارة المغفور له محمد الخامس كل 25 فبراير من كل سنة. وهذا تشريف لساكنة المحاميد الوطنيين و الدين دافعوا بدمائهم عن الوطن. لكن بعض الشباب كاالمدعو الكونديرة و مول السيبير أساؤو لمقاومي المحاميد القدامى و ذلك بالدعوة الى التخريب و التظاهر و الكتابات الحائطية المعادية للوحدة الوطنية. اللهم إن هدا منكر. يقول رسول الله ص: من رأى منكم منكرا فليغيره. صدق رسول الله.

  5. mahmodi men laayoune يقول

    شكون هاد الكنديرة؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.