أساتذة…كان لابد من إقصاءهم و تهميشهم

0 480

كان لابد من إقصاء أساتذة 2012 و 2013 المطالبين بالترقية بالشهادة على غرار باقي الأفواج دون مباراة,و كان من الحتمي تهميشهم و سجنهم و سحلهم في شوارع و أزقة الرباط تحت مرأى و مسمع قبة البرلمان.

كان لابد من قمعهم و نعتهم بأبشع الأوصاف و تحميل مسؤولية تقهقر منظومة التعليم برمتها لهم ,رغم حداثتهم ,و أيضا ضياع أجيال بحالها و ليس فقط عدد محدود من المتعلمين.

كان لابد من نهج سياسة الآذان الصماء وعدم التجاوب أو التحاور معهم البتة لأن ذلك سيؤدي للطي النهائي لملفهم و سيستقر الوضع التعليمي بالبلاد وبالتالي سيقع ما لا يحمد عقباه و هو تقدم أجيال المغرب و تفوقهم على غيرهم من باقي البلدان الأخرى.

كان لابد من تسوية وضعية أفواج الأساتذة الذين وقع ملفهم في غمرة وفرة الربيع العربي وازدهاره,فحينها كان الخوف منطقيا ,من ثورة عارمة تأتي على الأخضر و اليابس, و لأن الخوف الشديد من التغيير لا يكون إلا من الأساتذة ,و ليس من العوام ,إذا عزموا على ذلك. فوجب القيام بمقولة الحجاج بن يوسف الثقفي: “إني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها

كان لابد من التضحية بأزيد من نصف مليون تلميذ مغربي بريئ وحرمانهم من حقهم في التعليم,فزيادة على أن أغلبهم يعيش بمناطق نائية و صعبة و لا بواكي لهم فيما يخص معيشتهم المتدنية جدا. يجب كذلك قهرهم و تحويلهم لحفنة أميين لا يعرفون كتابة اسمهم أوحتى أين يتواجدون, و كل هذا فقط من أجل دواعي سياسية و حزبية ضيقة.

كان لابد من إبقاء ثغرات شارخة في المنظومة التعليمية و عدم إصلاح جل الثغرات, لأن ذلك سيجعل النقابات و الوزارة في بطالة تامة ,أما الآن و المشاكل موجودة فكل الدواليب شغالة و الحل لا يجب أن يأتيحتى يبلغ الاحتقان مداه.

إنها سياسة عقلية القطيع بلا شك,حيث تحبذ دائما بقاء المشاكل ثم القيام بالإصلاح الجزئي أو الترقيعي,عند ذروة الاحتقان و الضغط ,و عدم وضع رؤية شمولية للعقبات لتجاوزها بالمرة, و مادامت عقلية القطيع هي المسيطرة على حل إشكاليات المنظومة التعليمية و بالطريقة التي تراها هي مناسبة فلن يتقدم تعليمنا أبدا و بدل أن يخطو خطوة للأمام,فسيخطو خطوات للوراء,فنحن دائما ما نقرأ التقدم بالمعكوس !!!!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.