قنطرة تملالت ضحية التجاذبات السياسية

2 918

بدأت فكرة, القنطرة, تزحف إلى الوجود رويدا رويدا إلى أن ظهرت أخيرا جذوع نخل تصل ضفتي وادي درعة أطلق عليها بكل فخر و اعتزاز “قنطرة تملالت”, لكن سرعان ما أصبحت في خبر كان, فبشدة فرح الساكنة بهذه الجذوع التي ستحميهم من برودة المياه تحركت غيرة هذه الأخيرة لتجرف هذه الجذوع ليتم إزالة “قنطرة تملالت” من الوجود متجاهلة الآلام أم دفعها الحنين أن تأخذ ابنها الصغير طمعا في حقنة لقاح قد لا تحضي بها, و الآلام ذالك الفتى الشجاع الذي ما زالت مخيلته الصغيرة غير قادرة على أن تحلم بنقل مدرسي وإنما شغلها الشاغل أن تصل إلى القسم في الوقت حتى لا تنال وابلا من الشتائم أو الحرمان من الفصل و إذا استدعى الأمر أحيانا الضرب من طرف  الحارس العام أو المدير ولما لا  الأستاذ … لم يكد يسدل الستار على حداد تلك الجذوع حتى ظهرت نواة جذوع أخرى في مكان أخر غير بعيد, لكن هذه المرة في مكان أكثر أمنا و اتقاءا لقسوة المياه.

بعد أيام قليلة اتحدت مرة أخرى ضفتي الوادي بجذوع نخل تحمل كما العادة و بكل فخر واعتزاز “قنطرة تملالت”.
اتقينا هذه المرة خطورة المياه إلا في مرات قلائل ليظهر إلى الوجود عدو أخر. عدونا الجديد و للأسف هو جارنا  المسكين, كشف عن قناعه الذي طالما خدعنا به لسنين طوال, أظهر للعالم أنه اتخذ من معاناتنا مسرحا مجانيا له, و لإدمانه على معاناة ساكنة الضفة الأخرى أبى إلا أن يفعل المستحيل من أجل أن يستمر العرض على ضفتي الوادي.
فبدل أن يتقدم جارنا المسكين لمساعدتنا و تقديم كل التسهيلات, جاء من الاتجاه المعاكس ليهدم ما بنيناه و بجبروت دون استحياء, و للأسف قلة قليلة ممن وسوس لهم الشيطان تحرك كل ساكنة دوار تمزموط و تلعب على أوتار واهية من أجل الفتنة و  التفرقة لكن هذا كله نتجة تواطئ السلطة مع لوبيات الفساد في المنطقة لإسترزاق على حساب الفقراء .

لدا ننبه المسؤلين وعلى رأسهم عامل الإقليم إلى خطورة ما سيؤول إليه الوضع إن لم يتدخل لوضع الحد لهذه المعاناة…قنطرة تملالت

2 تعليقات
  1. اسماعيل عبد الرفيع يقول

    بعد السلام
    تحية لصاحب المقال على إثارة هذا الموضوع،
    كنت أتوقع منك قليلا من الحياد، لا أدري لماذا، ولكن على الأقل، لتكتسب مقالتك نوعا من المصداقية،
    عموما هذا رأي يحترم، لكن أنصح بقراءة التاريخ، وعدم اتخاذ المطالب الاجتماعية العادلة، نعم أقول العادلة، من حق أبناء تملالت التعلم والتمدرس، والتطبيب والتنقل في ظروف ملائمة، لكن ما هو غير مقبول أن يكون هذا على حساب مواطنين آخرين…لا تنسى أخ العزيز أن حريتك تنتهي عندما تمس حرية الآخرين
    جميل أن يدافع الإنسان عن مكالب وحقوق، والأجمل عندما تحقق مصلحة عامة، لكن الإضرار بالآخرين غير مقبول أيضا…
    عموما أخي العزيز، شكرا لطرحك هذه القضية وأنصح بإعادة النظر في المكان المخصص للقنطرة… فلكل مشكلة حل دائما، عندما نتخلى عن المزايدات السياسية وأحادية الفكر…

    1. عبد الرحيم يقول

      السلام عليكم ورحمة الله
      أنا من سكان قرية تملالت الذين عانوا كثيرا من جراء هذه المهزلة التي سيسجلها التاريخ وصمة عار في جبين سكان دوار تمزموط خاصة وكل من ساندهم مسؤولين وغيرهم …
      أريد فقط أن أسرد لكل من اطلع على الخبر أحداثا وقعت لي شخصيا و أترك لكم الحكم .
      1 – درست بثانوية ابن رشد الإعدادية, كنا أول فوج يدرس فيها -الموسم الدراسي 1999/2000- ربما أول مرة أقطع فيها الوادي للضفة الإخرى هي عندما توجهنا للتسجيل … مقابل عدم انقطاعي عن الدراسة فرضت على العائلة أن يرافقني أحدهم بشكل يومي حتى أمر إلى الضفة الأخرى وأصل إلى الطريق الرئيسية ثم يعود و في المساء يعود إلى المكان الذي افترقنا فيه صباحا ليرافقني إلى البيت … وأتذكر اننا حين نصل إلى الوادي يحملني مرافقي- أخي أو أمي أو أبي- على ظهره كي لا أحس ببرودة المياه … تكرر هذا مرات متعددة … وكلما تذكرت هذا الأمر أشعر بألاسى والأسف … هذا في السنة الأولى من التعليم الثانوي الإعدادي
      – في السنتين الباقيتين كان الصراع بين القبيلتين قد بلغ أوجه , ونحن التلاميذ كذلك عانينا كثيرا , كنت أخاف كثيرا عند مروري بدوار تمزموط , حتى من التلاميذ الصغار , أتذكر أن أحدهم اكتشف ذلك ,قكان كثيرا ما يعترض سبيلي كان طفلا صغيرا لكني كنت أهابه كثيرا … عندما أراه من بعيد أسلك طريقا أخرى وإن كانت غير مناسبة , وإن سببت لي التأخر في الوصول إلى القسم … إلى حد الآن ما زلت أشعر بشيء غريب عند رؤية هذا الشخص وأنا أبلغ في العمر 28 سنة … لا أدري لماذا أشعر بذلك … سبب لي نوعا من الخوف المرضي الذي لا أستطيع التخلص منه.
      أكتفي بهذين الحدثين خشية الإطالة وإلا فالأحداث كثيرة وكل فرد من سكان دوار تملالت إلا ويدعو الله بلسانه أو بحاله أن يفرج عنا مانحن فيه وأن يهدي سكان دوار تمزموط لتفهم الوضع … وأن ينظروا إلى الأمر نظرة إنسانية أخوية بعيدة عن العصبية والعنصرية”” والمزايدات السياسية ” كما عبر الأخ اسماعيل عبد الرفيع , في الرد أعلاه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.