“مركز درعة للدارسات والأبحاث والتوثيق” يفتتح أشغاله بالاحتفاء بالعلامة سيدي محمد بن عبد السلام الناصري

0 655

احتضنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة ابن زهر- بأكادير، مساء يوم الجمعة 02 ماي 2014م حفل تقديم كتاب الرحلة الناصرية الكبرى” للعلامة سيدي محمد بن عبد السلام الناصري، دراسة وتحقيق الأستاذ المهدي الغالي، الذي نظمه “مركز درعة للدراسات والابحاث والتوثيق” بتنسيق مع “شعبة التاريخ والحضارة”.
ابتدأ النشاط بالجلسة التي تضمنت:
ـ كلمة السيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية –جامعة ابن زهر- الأستاذ أحمد صابر: تحدث فيها عن أهمية الإقدام على خطوة تأسيس “مركز درعة للدراسات والأبحاث والتوثيق، كما نوه بأهمية الموضوع الذي يحتفي بأحد رموز درعة والزاوية الناصرية.
ـ كلمة السيد رئيس شعبة التاريخ والحضارة الأستاذ مبارك لمين: الذي نوه بأهمية العمل المحتفى به.
ـ كلمة السيد نائب رئيس مختبر البحث في الدارسات الصحراوية الأستاذ شفيق أرفاك
ـ كلمة السيد رئيس مركز درعة للدارسات والأبحاث التوثيق الأستاذ عبد الكريم التزرني: الذي رحب بالحضور من أستاذة وباحثين، وعرف بالمركز باعتباره مؤسسة بحثية تسعى إلى الإسهام في بالارتقاء بالجانب العلمي والمعرفي لمنطقة درعة ومحيطها وتعميق البحث في قضايا الجنوب الشرقي، كما يتطلع إلى الاستعاب المنهجي للتحولات الراهنة في المنطقة والمساهمة في تشكيل خلفية معرفية للباحثين والمهتمين حول منطقة درعة.
بعد الجلسة الافتتاحية انتقل مباشرة إلى مداخلة الأساتذة والتي كانت على الشكل التالي:
ـ المداخلة الأولى ذ. المهدي الغالي ( أستاذ بشعبة التاريخ والحضارة ومحقق العمل المحتفى به) تناول في مداخلته ثلاث نقط أساسية:
1ـ تقديم العمل: على مستوى التوثيق فالكتاب صدر عن دار ابي رقراق، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، يتكون من جزئين ويحتوي على 1023 صفحة من الحجم المتوسط.
الكتاب يندرج ضمن الرحالات الحجازية ويزخر بالعديد من النصوص التي لا يمكن للباحث الاستغناء عنها ، وتكمن أهميته أيضا انه قدم لجلالة الملك محمد السادس في الدروس الحسنية التي تقام في شهر رمضان، وقد اعتمد الباحث في تحقيقه للرحلة على خمسة نسخ.
2ـ التعريف بصاحب الرحلة: هو محمد بن عبد السلام الناصري تلقى تعليمه الأول بالزاوية الناصرية وانتقل بعدها إلى فاس ثم إلى المشرق لطلب العلم. اطلع على أمهات الكتب وكانت له علاقة بالسلطان المولى سليمان و ألف رحلتين الرحلة الناصرية الكبرى (موضوع الدرس) الرحلة الصغرى.
3ـ قضايا واراء : عمد سدي محمد بن عبد السلام الناصري على تسجيل كل ما يصادفه في طريقه إلى بلاد المشرق معتمدا في ذلك أسلوب الوصف المباشر، والرحلة تعطينا صورة كذلك عن أحوال بلاد المشرق من الناحية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفكرية.
وختم الأستاذ مداخلته بمساجلة لمحمد بن عبد السلام الناصري مع علماء المشرق في عدد من النوازل والقضايا الفقهية.
ـ المداخلة الثانية للأستاذ محمد المازوني (أستاذ مادة التاريخ والحضارة بكلية الآداب)عنونها بـ ” ملاحظات أولية في عمل المحقق”
تحدث فيها عن منهجية التحقيق وأهميته بالنسبة للكتابة التاريخية؛ فأغلب المؤرخين الكبار استقو معلوماتهم عن طريق الرحلة فهيردوت مثلا الذي يلقب “بأب التاريخ” وصاحب كتاب ” التواريخ” الذي يعد من المصادر النفيسة استقى معلوماته من الرحلة وزيارة البلدان.
كما أشار إلى ضرورة الأخذ بمنهجية المحقق في جمع النسخ وتخريج النصوص والتعليق عليها وتدبيجها بهوامش … واعتبر أن المحقق البارع هو من يجمع بين القديم والمعاصر في تحقيق المخطوط.
وخلص إلى أن الأستاذ المهدي الغالي التزم إلى حد كبير بمنجية المحقق، وختم بتوجيه إلى الطلبة المسجلين بسلك الماستر والدكتوراه للإقدام على تحقيق المخطوطات.
ـ المداخلة الثالثة ذ. محمد الحاتمي (أستاذ اللغة العربية بكلية الآداب باكادير) حول “مكونات الخطاب الرحلي في الرحلة الناصرية الكبرى وعمل المحقق فيها”
اعتبر أن كتاب الرحلة الناصرية الكبرى يتميز عن غيره باعتباره ليس تاريخا ولا وصفا ولا جغرافيا، وهذا ما جعل الخطاب في الرحلة يتنوع بين ضمير المتكلم والجماعة؛ فالذاتية كانت حاضرة في الرحلة من بدايتها إلى نهايتها وذلك من خلال الحديث بضمير المتكلم. الرحلة تضمنت أيضا “الوصف” من خلال وصف العلامة للأماكن والأشخاص والقرى والمداشر و لأشجار والنبات …
ـ المداخلة الرابعة ذ. مبارك لمين (رئيس شعبة التاريخ والحضارة وأستاذ مادة التاريخ بكلية الآداب) عنون مداخلته بـ ” الرحلة العلمية في الرحلة الناصرية”
تطرق الى الجانب العلمي في الرحلة ؛ حيث تحدث عن الناصري الطالب أي الاستفادة العلمية للعلامة وعن مواظبته لحضور مجالس الشيوخ، وتحدث أيضا عن الإجازة والاستجارة فالعلامة أجازة الدمشقي ( إمام دمشق) والدمشقي أجاز الناصري، كما حصل العلامة كذلك على الإجازة من الطريقة النقشبدية والخلوتية على سبيل التبرك.
ثم تحدث عن الناصري الاستاذ: فسدي محمد بن عبد السلام الناصري كان يقيم المجالس العلمية بالمشرق، كما دخل في سجلات وحوارات مع كبار المشايخ وساهم في الإفتاء في القضايا والنوازل التي تطرح عليه. ولم يفته تقيم حالة العلم والعلماء بتونس وقابس ومصر… وآخذ عليهم عدم الاهتمام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. واهتم الناصر أيضا في رحلته بجمع المصادر وشراء أمهات الكتب من مختلف التخصصات.
ـ المداخلة الرابعة ذ. بوبكر بارزوق ( استاذ باحث) حول ” بلاغة الوصف في الرحلة الناصرية الكبرى”
تحدث عن براعة الناصري في الوصف؛ فالوصف في الرحلة شمل المجال والانسان والمدن والقبائل والجبال والبساتين… و العلماء والأحياء و الأموات كما وصف العادات والتقاليد والأحوال والأحاسيس…
وخلص إلى أن الرحلة ظاهرة وصفية بامتياز.
وتجدر الإشارة إلى أن الندوة استمرت من الساعة الرابعة مساءا إلى الساعة السابعة والنصف مساءا، وعرفت حضور كثيف للأساتذة والطلبة والباحثين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.