أكد المشاركون في لقاء علمي نظمته اليوم الثلاثاء بالرشيدية جمعية “ميديستون –المغرب” على الاهمية البالغة التي تكتسيها الأبحاث الاركيولوجية في إعادة كتابة تراث وتاريخ المغرب في العصور القديمة .
وأبرز المتدخلون، خلال هذا اللقاء المنظم بشراكة مع مركز طارق بن زياد للدراسات والأبحاث والكلية متعددة التخصصات بالرشيدية وبدعم من المعهد الثقافي الفرنسي بالمغرب، أهمية الدراسات الاركيولوجية العلمية والموضوعية التي تتميز بالدقة في تقديم المعلومات وفي ملء الفراغات المرتبطة بتاريخ المغرب القديم وتراثه الحضاري المتنوع ..
إن هذا الشكل من الأبحاث المعمقة وفق منهج أركيولوجي في التنقيب والتعرية المعرفية في تاريخ الموروث الحضاري والفكري والثقافي، يضيف المشاركون، هو ما يتطلبه البحث والدراسة المعاصرة في متون الخريطة والتراث الجغرافي المرتبط بتاريخ المغرب القديم .
وأشاروا إلى أنه بالرغم من ذلك، لابد من التأكيد على أهمية ودور أبحاث ودراسات بعض الباحثين الذين أبانوا عن دراية عميقة بموضوع كتابتهم اعتمادا على النصوص التاريخية والأبحاث الأركيولوجية المتوفرة والتي تعمل على النبش الحثيث والخلاق في تاريخ المغرب خلال العصور القديمة وربطها بسؤال الهوية الحضارية والثقافية. وشددوا على أن الأبحاث الاركيولوجية أظهرت صورة عن أهمية التبادل الثقافي والوقوف على المخلفات المادية التي تشهد على التعدد الثقافي والاثني والديني خلال تلك الحقبة، مبرزين أهمية تلك الأبحاث وقيمتها العلمية خاصة في مجال التنقيب والكشف عن هذه الآثار وما تحتويه من مواد تؤرخ لحقبة مهمة من تاريخ المغرب وتبرز صورة عن الوضع السوسيو-اقتصادي لمجتمعاته .
ويبقى تاريخ المغرب القديم وتراثه ، تضيف المداخلات، في حاجة ماسة إلى مزيد من الكشف واستجلاء للحقائق التاريخية والحضارية إبان تلك العصور الغابرة، فعمليات التنقيب والبحث التي تمت لحد الآن في عدة مواقع أثرية لم تمكن من الكشف عن كل المعلومات حول هذه الفترة من تاريخ المغرب القديم .
وخلص المشاركون إلى أن هذه الأبحاث تندرج في إطار الجهود العلمية الرامية إلى التعرف على الأنشطة البشرية التي شهدها تاريخ المغرب القديم الذي شكل منذ الأزمنة الغابرة مجالا لعبور وتلاقح الثقافات والحضارات المختلفة والمتنوعة، مؤكدين أن البحث الاركيولوجي بالمغرب عرف خلال السنوات الخمسة عشر الأخيرة تطورا مهما مكن إلى حد ما من بلورة رؤية جديدة عن التاريخ القديم للمغرب. وجاء في الورقة التقديمية لهذا اللقاء العلمي أن تنظيم هذا النوع من التظاهرات في موضوع التاريخ القديم يأتي ليقدم قراءة جديدة لتاريخ المغرب على أساس معايير علمية وموضوعية بعد أن كشفت التحريات الميدانية حول تراث المغرب القديم عن معطيات جديدة تغني على نطاق واسع ما نعرفه عن تاريخ المغرب في فترة ما قبل الإسلام .
وأشارت إلى أن القصد من تاريخ المغرب القديم وتراثه الأثري هو القاعدة الثقافية الماقبل الرومانية وبالضبط مكوناته الماقبل التاريخية والفينيقية والمورية والبونية-المورية والإغريقية اللاتينية والعبرية والمسيحية والإسلامية .
وتضمن برنامج اللقاء، الذي عرف مشاركة باحثين واركيولوجين مختصين ومهتمين بالشأن الثقافي، تدارس مواضيع همت بالأساس ” التوسع البوني بالمغرب” و” مدن المغرب القديم” “و” الممالك المورية الامازيغية” و ” الوجود الروماني بالمغرب” و “الجنوب الشرقي للمغرب فيما قبل التاريخ” و” المقاومة المورية للرومان ” .