لهذه الأسباب سيستسلم “حفتر” و تفشل محاولته الانقلابية

0 399

ذ.عمر لوريكي:

قبل بضع أيام قام اللواء المتقاعد “حفتر”, الدرع الأيمن السابق للقذافي في انقلابه السابق,بعملية عسكرية فردية ,بمعية عسكريين متقاعدين, أشبه ما تكون بمحاولة انتقام من المؤتمر الوطني الليبي المنتخب من الشعب. بعد تأكده زوال نظام حبيبه القذافي بالكامل و لكن ما الذي ساهم في إفشال محاولته الانقلابية هاته.؟

المشاهد لكلام حفتر هذا المساء الأربعاء 21 ماي 2014 بمعية ثلاث قنوات محلية ليبية و بعض الرحل المتقمصين لدور الصحفيين, يدرك مدى سخرية الموقف الذي وضع حفتر نفسه فيه إذ ظن نفسه أن الأمور بسيطة و سهلة و بالتالي يمكن الانقلاب على شرعية ليبيا, بتلك العملية السخيفة التي سماها الكرامة و أيدها السيسي و الإمارات كالعادة بسرعة فائقة و هي في الباطن عملية “مرغ لكرامة الليبيين في التراب”

نسي حفتر “الانقلابي” و معه الإمارات أن في ليبيا وضع خاص لا يصلح لتكرار انقلاب السيسي, ففي ليبيا ميليشيات كثيرة وكل واحدة أصبحت تابعة لحزب أو جماعة معينة و لم يستطع حفتر بالتالي حسم أي شيء على الميدان بعد انتهاء الأربع و العشرين المعلنة من طرفه و أيضا بعد تهديد “غرفة عمليات ثوار ليبيا” باستهداف أي طيران عسكري خارج عن الشرعية, فوق بنغازي ليعود حفتر أدراجه جارا أذيال الهزيمة و الخيبة و يقول في كلامه مساء اليوم أن عمليته انتهت و كانت لها مدة 24 ساعة فقط.و يجب تشكيل حكومة تسيير بأسرع وقت.

و لكن في حقيقة الأمر, كان يخشى المواجهة المباشرة مع الثوار المتيقظين أو مع “غرفة عمليات ثوار ليبيا” و المحسوبة سياسيا على الإخوان المسلمين و المؤتمر الوطني الليبي المنتخب ,و التي تعد إحدى أكبر التشكيلات العسكرية بليبيا و أكثرها عدة و تنظيما لأنها أول من تشكل بعد الإطاحة بنظام الدكتاتور القذافي.

و تساند غرفة عمليات ثوار ليبيا المؤتمر الوطني الليبي و مؤسسات الدولة الرسمية و ترفض التفرقة بين عموم الشعب الليبي على اختلاف مشاربهم و توجهاتهم الفكرية, تحت ذريعة محاربة” الارهاب” أو “التكفيريين” أو “الخوارج” و كلها مصطلحات مستقيات و مستوردة من المعجم السياسي العصري حينما يتعلق الأمر بإقصاء الخصوم السياسيين.

و قد زاد من خيبة أمل حفتر الانقلابي, بيان جيش “درع قوات ليبيا الوسطى” إحدى اكبر التشكيلات العسكرية كذلك, حيث نص بيانها على رفض العمل خارج مؤسسات الدولة و المؤتمر الوطني و ألحت على شرعية المؤتمر الليبي المنتخب من الشعب,كما نفى وزير الداخلية تأييده لعمل العسكري المتقاعد حفتر المسمى “عملية الكرامة”.

و قد خرج المؤتمر كذلك مساء اليوم, ببيان رسمي يدعوا الأجهزة الأمنية التابعة له بالقبض على كل خارج عن شرعية الدولة و المؤسسات الرسمية الليبية, قاطعا بذلك الطريق على كل من تسول له نفسه العبث بأمن ليبيا و استقرارها و يمكن للأيام المقبلة أن تشهد استقرارا ملموسا بعد إجراء الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.