تعتبر مدينة ورزازات في الوقت الراهن بمثابة قطب حضري، وعاصمة الإقليم، فهي تضم جميع التمثيليات والمصالح الخارجية لمختلف الأجهزة الحكومية وفي كل القطاعات، إضافة إلى كونها تساهم بشكل كبير في إنعاش الاقتصاد الوطني نظرا لتوفرها على مناجم لمعادن مختلفة أهمها الفضة، ويعتبر القطاع السياحي من أهم القطاعات النشيطة بالمدينة، مستفيدا من المؤهلات الطبيعية التي تزخر بها المنطقة وتوفرها على ارث حضاري وثقافي يتمثل في القصبات التي يصل عددها إلى ألف قصبة، الأمر الذي جعلها قبلة للسياح على مختلف جنسياتهم، إضافة إلى ازدهار الصناعة السينماتوغرافية نتيجة توفر المدينة على استوديوهات للتصوير السينمائي.
ونظرا للدور الرئيسي الذي يلعبه قطاع التجارة في الدينامية الاقتصادية المحلية، فإن هذا القطاع في تطور مسترسل سواء على المستوى الأفقي أو المستوى العمودي وذلك نظرا لتنوع أصناف التجارة من أجل تلبية الحاجيات وكذا نظرا للتكامل بين هذا القطاع وباقي القطاعات المنتجة كالسياحة والصناعة التقليدية وكذا قطاع الصناعة السينمائية.
وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن المنطقة تزخر بمجموعة من المؤهلات والفرص التي يجب أن تستغل وتنجز على أرض الواقع خصوصا إحداث سوق بالجملة بالمدينة لترويج الفواكه والخضر. ويؤطر قطاع التجارة بالإقليم هيئتان، مندوبية التجارة والصناعة وغرفة التجارة والصناعة والخدمات.
وتتوفر مدينة ورزازات على مجموعة من الأحياء ومناطق الأنشطة الاقتصادية لإستقبال مختلف مشاريع الاستثمار: المنطقة الصناعية لورزازات ومنطقة الأنشطة الاقتصادية بكل من جماعة ترميكت وبلدية ورزازات ومحلات مهنية تابعة لغرفة التجارة والصناعة وخدمات ورزازات لتشجيع ودعم مشاريع المستثمرين الشباب.
وفي مجال الصناعة، يحتل قطاع الصناعة بالمنطقة مرتبة ثانوية في النسيج الاقتصادي للعمالة ويكتفي بوجود نسيج صناعي صغير مكون من مقاولات صغيرة ومتوسطة إلى حد ما متنوع ويعتمد على منتوج موجه في مجمله لتلبية حاجيات الساكنة.
ومرد هذا الوضع ليس فقط إلى بعد وعزلة المنطقة، بل أيضا إلى تواجد نزوع الاستثمار إلى فروع أخرى من الأنشطة مثل البناء والأشغال العمومية وإلى قطاع السياحة بشكل أكبر.
وهناك 34 مقاولة صناعية موزعة على الشكل التالي: الصناعة الغذائية 08، منها مطحنة الدقيق وعصارة واحدة للزيت وتعاونيات للحليب الطري وأربعة مخابز، الصناعة الكيمائية والشبه الكيمائية 14، 6 وحدات لتقطير الورد ومطبعتان وبعض الوحدات الخاصة بصناعة مواد البناء وأخرى للتجارة، الصناعة الميكانيكية والحديدية 12، بعضها تقوم بصناعة إصلاح هياكل الشاحنات وأخرى لتجديد محركات السيارات والآليات.
“بساتين ورزازات” مشروع سكني جد ضخم (MEGA PROJET) أٌقُيم على مساحة إجمالية وصلت إلى 15 هكتارا ويضم أزيد من 2100 شقة معدة للسكن وأكثر من 250 محل تجاري وناديين كبيرين لممارسة مختلف الرياضات يتوفر على مسبحين ومركز تجاري من الحجم الكبير، بالإضافة إلى دار للحضانة عصرية مجهزة ومجموعة من المساحات الخضراء التي أثثت مختلف مداخل ومرافق المشروع.
اعتبر سمير أبو العلاء، المدير العام لشركة (Key Immobilier) المكلفة بإنجاز مشروع “بساتين ورزازات” أن ورزازات والأقاليم المجاورة كنز لا ينضب من المؤهلات التنموية، خاصة في مجال السياحة والسينما والموارد المعدنية، وهي أرض جد خصبة لاستقبال مجموعة من المشاريع التنموية الاستثمارية، ما يفتح شهية أصحاب رؤوس أموال وطنية وأجنبية.
وفي سؤال للجريدة لأبو العلاء حول الأهمية التي يكتسيها مشروع “بساتين ورزازات”، قال بأن هذا المشروع الكبير الذي يضم أكثر من 2100 شقة معدة للسكن، بالإضافة مئات المحلات التجارية والمرافق المختلفة يعتبر بمثابة نقلة نوعية كبيرة لمدينة ورزازات عامة وجماعة ترميكت خاصة، ويمكن اعتباره بمثابة مدينة نموذجية وسط ترميكت على بعد ثلاثة كيلومترات من مركز مدينة ورزازات.
وأضاف أبو العلاء أن شركته أبرمت عقدا لإنجاز الشطر الأول والشطر الثاني بغلاف مالي وصل إلى حوالي 320 مليون درهما. وأثناء الاشتغال في الشطر الأول كان يشغل أزيد من 300 شخصا لمدة سنتين، وبقيت سنتين أخريين لإتمام الشطر الثاني. وحول الإقبال على اقتناء الشقق في المشروع، قال المتحدث أن هناك إقبال كبير عليه، إذ لحد الساعة بيعت ما يقارب 300 شقة، وما زال الإقبال على الطلب. وحول أسباب توقف الأشغال بالمشروع ومن المسؤول عنها، قال أبو العلاء أنه ليس معنيا بهذا المشكل، وعلى الجريدة ربط الاتصال بصاحب المشروع لمعرفة السبب. وقال أيضا أن شركته توصلت برسالة من الشركة صاحبة المشروع تخبره بتوقيف الأشغال إلى حين “وهو ما نفذته إلى يومنا هذا، وبالنسبة لي ليس لدي أي مشكل وانتظر الآن الضوء الأخضر من الشركة كي تنطلق الأشغال في المشروع من جديد في ظروف طبيعية كما أُنجز الشطر الأول من المشروع”. وحول الاتصالات التي أجراها أبوالعلاء بالشركة صاحبة المشروع “داليا للإسكان” بعد توقف المشروع وسط الطريق، قال المتحدث أن شركته (Key Immobilier) عقدت عدة لقاءات تشاورية من أجل إعطاء انطلاقة جديدة للمشروع، وأن “آخر هذه اللقاءات كان بمدينة الدار البيضاء يوم 14 أبريل 2014 وحضر فيه كل من المدير العام لشركة داليا للإسكان السيد بوحمعة والمدير العام لمشروع بساتين ورزازات السيد بنشقرون وتوصلنا إلى اتفاق وبرنامج لانطلاق المشروع خلال الأسابيع المقبلة”. وجوابا على سؤال لـ “الجنوبية للإعلام” حول الخسائر المترتبة على (Key Immobilier) بعد توقف الأشغال لأزيد من 4 سنوات في المشروع وهل من المحتمل أن يصل ملف المشروع، لا قدر الله، إلى القضاء، قال أبو العلاء أن شركته تكبدت بالفعل بعض من الخسائر جراء هذا التوقف الذي دام أزيد من أربع سنوات، لكن “والحمد لله، توصلت مع مسيري داليا للإسكان إلى تفاهمات واتفاقات حبية حول هذا الموضوع ونحن لم نفكر يوما اللجوء إلى القضاء كما جاء في سؤالكم”.