حوار خاص مع رئيس لجنة الإعلام بمهرجان الورود النسخة 52

0 495

أرحب بكم الأستاذ جمال أمدوري وأود ان أفتح معكم حوارا صريحا حول الملف الإعلامي بمهرجان الورود النسخة 52 السنة 2014.

1 . س : أود الأستاذ جمال أن تقدم للمتتبعين والمهتمين ترجمة موجزة عنكم:

جمال أمدوري، 27 سنة من مواليد منطقة اكنيون، ترعرت وتربيت في أحضان قلعة امكونة التي تعلمت منها الكثير، حاصل على الإجازة في الدراسات العربية من جامعة ابن زهر سنة 2009، عازب ،وعضو هيئة التحرير بموقع لومكون الإخباري، ومهتم بالإعلام المحلي عموما.

2 س : رأيكم الأستاذ جمال في نسخ موسم الورود السابقة ، ومهرجان الورود النسخة 51 و52.

بطبيعة الحال لا قياس مع وجود الفارق ،فالموسم بشكله القديم يُحسب له أنه حافظ لمدة نصف قرن على الوردة المحلية ،وأعطاها قيمة وطنية ،بل شهرة عالمية ،إلا أن سُنة التاريخ في التطور والتغير، اقتضت وبإرادة المسؤولين في الإقليم على رأسهم السيد عامل الإقليم أن يتم تنظيم الدورة ( 52) بشكل عصري واحترافي عبر تكليف شركة مختصة في تنظيم المهرجانات ، وبالتالي سيصبح موسم الورود، انطلاقا من الدورة (51) مهرجانا للورود برؤية منفتحة وبإخراج جديد، وأضحت المقاربة التشاركية هي العمود الفقري له، لأنه أصبح تظاهرة ثقافية سياحية واقتصادية بامتياز.

وبناء على ما سبق فالدورة (51)و(52) جعلت من آخر موسم في المغرب ،مهرجانا ناجحا بكل المقاييس.

3 س ترأستم لجنة الإعلام بمهرجان الورود لهذه السنة ،كيف تدبرون الملفات الإعلامية في اللجنة؟

لقد راكمت تجربة متواضعة في النسختين الماضيتين ، و الفرصتان سمحتا لي كابن المنطقة بتحمل هذه المسؤولية من جديد بعدما كان ملف الإعلام في دورات المواسم القديمة غامضا، فأصبح لدينا اليوم خلال الدورتين الأخيرتين إرث مهم وأرشيف لا يستهان به من المقالات والتغطيات والحوارات التي عرّفت بالمنطقة وبإقليم تنغير عموما، كما منح هذا التراكم أيضا للصحافة المحلية فرصة سنوية للاحتكاك بصحافيين مهنيين ،في وسائل الإعلام العمومي والجرائد الورقية المعروفة وطنيا.

وبخصوص التدبير، فهناك فريق عمل أترأسه شخصيا – والذي أحييه من هذا المنبر- وأعمل كصلة وصل بينه وبين إدارة المهرجان لتسهيل عمل الصحافيين بدون تمييز، بمراعاة ما يخدم المصلحة الكبرى للمهرجان والمنطقة خاصة.

4 التوتر يكون سائدا حين تلتقي اللجن ،ألا ترون بأن المهرجان في رؤيته تجاوز رؤى هذه اللجن؟

النقاش ظاهرة صحية في أي نشاط جمعوي أو ثقافي ،فما بالك بمهرجان من حجم مهرجان الورود ذي الشهرة العالمية، فاختلاف الآراء وتدبير النقاش بشكل ديمقراطي ،هو ضمان لنجاح أي مبادرة، وبالتالي فما عرفته اللجن من نقاشات وتدبير للاختلاف ،نعتبره نحن ظاهرة صحية، وبالتالي فأغلب فقرات المهرجان سيّرها أفراد اللجن المختلفة : من اللجنة الفنية إلى لجنة التوجيه، والمساعدة إلى لجان الندوات ،ولجنة الإعلام وغيرها، ولا يمكن منطقيا أن نقول إن المهرجان تجاوز لجانه التنظيمية ،لأن هذه الأخيرة هي العمود المحوري للمهرجان ولا يمكن لمديره أن يعمل بمعزل عن هذه اللجن.

5 العديد من الإعلاميين حضروا المهرجان، وتغطياتهم كانت محتشمة ،بل أحيانا ركيكة، هل هناك معيار لاختيار الإعلاميين ؟

نحن في لجنة الإعلام ومن خلال قاعدة معطيات خاصة بتغطيات مختلف المنابر الإعلامية للمهرجان خلال السنة الماضية، قمنا بوضع لائحة المنابر الإعلامية التي منحت للمهرجان خدمات إعلامية في مستوى تطلعات لجنة الإعلام، وبالتالي قمنا بإعادة توجيه الدعوة لتلك المنابر، مع فتح المجال أمام المنابر الإلكترونية المحلية بدون استثناء، ولكون المهرجان يحظى باهتمام وطني ودولي ،فقد تم توجيه الدعوة لمنابر وطنية ودولية، نظرا كما قلت للطابع العالمي الذي ما فتئ يتمتع به هذا المهرجان.

6 الإعلاميون من وظائفهم البحث عن المعلومة ،واقتناص الصور الناذرة والتعريف بالمهرجان ما أمكن ،لكن الملاحظ أن العديد منهم رابضون في مقر الإعلام يتصيدون الناس لالتقاط الصور موقفكم الأخ جمال ؟

اللجنة الإعلامية تحترم الصحافيين ووفرت لهم قاعة مجهزة بالحواسيب والانترنيت ولا تتدخل اللجنة في طريقة ومنهجية عمل الصحافيين ،فهم أحرار في اختيار طريقة تغطيتهم للمهرجان، والضمير هو الذي يتحكم في مثل هذه الأمور..

7 . التعويضات التي قدمت للإعلاميين، هل ترى أنها صحية؟ ولماذا لم تفكر اللجنة في تعويض المواقع والجرائد الأكثر تمثيلية وتغطية للمهرجان السابق واللاحق؟ ولماذا لم يتم التفكير في تقديم جوائز رمزية معنوية على الأقل للمواقع المتميزة حسب عدد المقالات والفيديوهات المنشورة وحسب الجودة المقدمة؟

التعويضات تبقى رمزية وهي تعويضات عن التنقل والتغذية بالنسبة للمنابر الإعلامية المحلية والتي صنفت حسب عدد المواد التي أنتجها كل منبر في السنة الماضية، في حين تم منح صحافيي المنابر الوطنية الذين تنقلوا من مدن بعيدة كالرباط والدار البيضاء … تعويضا عن التنقل إضافة إلى توفير الإيواء.

وتبقى هذه التعويضات صحية لأنها تشجيعية بالأساس ،كي يؤدي الصحافيون المحليون و الوطنيون عملهم في أحسن الظروف ، أما بخصوص مصطلح المنابر “الأكثر تمثيلية” فهو غير وارد لدينا لأنه يحمل في طياته حسا إقصائيا وسيحول دون منح فرصة المشاركة للجميع.

وبخصوص الجوائز فلا يمكن تخصيص جوائز دون إحداث لجنة من الخبراء والمختصين في المجال ،والذين باستطاعتهم تحديد جودة الانتاجات الإعلامية ،لكن ذلك يبقى فكرة جيدة يمكن التفكير فيها خلال النسخ القادمة ،لإثارة التنافس الشريف بين مختلف المنابر المحلية.

8 ماذا قدم المهرجان للإعلام وماذا قدم الإعلام للمهرجان؟

المهرجان قدم فرصة ذهبية للإعلام المحلي، لتبادل التجارب والاحتكاك بصحافيين أخرين ، إضافة إلى التعريف بالمواقع المحلية من خلال الملصقات الاشهارية للمهرجان، أما الإعلام فقد قدم للمهرجان خدمة التعريف به وبأنشطته وفقراته.

9 تداولت بعض المواقع أن الإعلام المحلي مهمش، رأيكم في الموضوع؟

التهميش يعني الإقصاء وفي الواقع الملموس ،لا يوجد أي إقصاء، هل يمكن اعتبار نشر إشهار لمواقع محلية ضمن ملصقات المهرجان وتوفير ظروف العمل لممثلي هذه المنابر من شارات وتعويضات على التنقل والتغذية وتوفير فرص العمل المريح إقصاء !! وبالتالي فما يروِّج له البعض من إقصاء يخالف الواقع، وأي عمل قد تشوبه هفوات بسيطة غير مقصودة لكن أن توصف بالإقصاء فتلك مبالغة كبيرة وتضخيم للأمور لا يتماشى والتحليل السليم للواقع.

10 هاجمكم البعض بأنكم لم تحسنوا التدبير، وكنتم لسانا ناطقا باسم مدير المهرجان رأيكم الأخ جمال ؟

بخصوص قضية تدبير لجنة الإعلام ،فتقييم عملها موكول لإدارة المهرجان والمتدخلين المختلفين في التنظيم ،وإضافة لآراء ذلك البعض ،فهناك آراء أخرى كثيرة تنوه بالتدبير التشاركي للجنة الإعلام ونجاحها في كسب رهان تدبير الشأن الإعلامي المرتبط بهذه التظاهرة، وبحكم أن لجنة الإعلام متصلة تنظيميا بإدارة المهرجان ،فلا يمكن أن نتخيل لجنة إعلام تتموقع ضد إدارتها لأن هناك عملا متناسقا ومشتركا.

11 تقييمكم الأخ جمال لبعض الإعلاميين الذين حضروا المهرجان من حيث العمل والموضوعية ودقة وجودة نقل الخبر؟

هذا التقييم نتركه للقارئ أولا ، وستجتمع لجنة الإعلام المكونة من سبعة أعضاء في لقاءاتها الخاصة بالتقييم وستعد تقريرا في الموضوع سنرفعه إلى إدارة المهرجان ،وذلك للاستفادة من بعض الهفوات وتعزيز نقط القوة وتدبير الملف الإعلامي للمهرجان بشكل أكثر جودة واحترافية مستقبلا.

12 . رسالتكم للذين جاهدوا وعملوا على إنجاح المهرجان من مسؤولين وشركاء وإعلاميين ومتتبعين وعارضين……

أقول لهم جميعا شكرا لكم على مجهوداتكم، واليد في اليد ليسير المهرجان من حسن إلى أحسن.

13 رسالتكم للذين أساءوا إليكم.

شخصيا لست ضد النقد البناء المبني على الحجة والدليل، وبخصوص شخصي المتواضع فيعرفني الأعداء قبل الأصدقاء، فأنا لا أرد الإساءة بالإساءة، وأؤمن أن الشجرة المثمرة هي التي تقذف دائما بالأحجار.

14 كلمة أخيرة س جمال : ما ذا استفدت من رئاسة لجنة الإعلام.

استفدت الشيء الكثير، وكانت تجربة متميزة، خاصة فيما يتعلق بالتواصل ونسج علاقات صداقة مع صحافيين من مستويات مختلفة، وكمْ هو جميل أن تحس بأنك صنعت حدثا أوقدمت خدمة جليلة لهذه المنطقة ،لأن لجنة الإعلام ليست مهمتها التعريف بأنشطة المهرجان فقط، بل بالمنطقة ككل، والأجمل من هذا كله أن مهرجان الورود أنتج لنا فريق عمل محلي متجانس ومتكامل، ومن هذا المنبر أحيي كل أعضاء لجن المهرجان.

وفي الأخير أشكر منبركم الإعلامي الذي لا يتوانى في تسليط الضوء على مستجدات الساحة المحلية والجهوية والوطنية ،و تنوير الرأي العام، وأتمنى لكم مسيرة موفقة.

حاوره زايد جرو
image

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.