ولد عبد العزيز مصر على إجراء الانتخابات و المعارضة تمتنع من المشاركة

0 471

في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية وانطلاق الحملة ، وفي ظل هذه الانتخابات واقتراب الحملة تعيش المدن الموريتانية علي وقع مبادرات تشارك فيها جل الشرائح والأطياف الموريتانية،بعد إعلان الرئيس الحالي المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز,حملة في ثوب مبادرات ،بل تجاوزت ذالك لتصبح تجارة مربحة يتطلع الجميع إليها،ورغم إعلان المعارضة مقاطعتها لهذه الانتخابات ،إلا أن ذالك لم يفقد أصحاب هذه المبادرات إرادتهم وقناعتهم الفاسدة بمصداقيتها ،وفي وجه آخر للحملة يقوم الرئيس الحالي بزيارات لعدة ولايات للوقوف علي الحملة من قريب ومباشرتها بنفسه . وفي حين تظن المعارضة ان المقاطعة قد تلغي مصداقية الانتخابات يري محمد ولد عبد العزيز عكس ذالك بل يري إنها فرصته للهيمنة علي الأغلبية و الأحزاب الصغيرة لإضفاء نوع من المصداقية علي هذه الانتخابات . كما أن الكل يجمع علي نجاحه ولهذا لم يتعب البعض نفسه في هذه الانتخابات ولكن أين المواطن من كل هذه التجاذبات السياسية ،مكانه موجود في التهميش يعيش وكأنه غريب مغترب لا يعنيه ما يحدث ولا يعني بالأمر ،كما شهدت الأيام الأخيرة من هذه الولاية المنتهية للرئيس احتجاجات و اعتصامات ومرور البلد باسوء فتراتها منذ الاستقلال في ضائقة مالية غير مسبوقة . كما شهدت اعتداءات علي المقدسات و حتى أنها وصلت للتطاول علي خير البرية من بعث رحمة للأمم . إضافة إلي انتشار الجهل و الفقر و الجريمة و الخطف و الاغتصاب و السرقة و تدهور الوضع الأمني و التهديد و القتل و الفساد و مع كل هذا يتجدد عهد الرئيس محمد ولد عبد العزيز مع ظهور مبادرات تطالبه بترشح.

و من المنتظر أن تخرج المعارضة عن صمتها يوم الأربعاء 04 – 06 – 2014 معلنة و مؤكدة على عدم مشاركتها كليا في انتخابات محسومة نتيجة أحادية,لا تحتوي على أي معيار ديمقراطي أو شفافي,و في حالة كانت نوايا أصحاب المبادرات مع ولد عبد العزيز صادقة فمن المؤكد فوز ولد عبد العزيز في الاستحقاقات القادمة,لكن لا أحد يضمن فوز ولد عبد العزيز كما لا أحد يضمن انتخاب الموريتانيين لولد عبد العزيز لمأمورية أخرى,رغم تدهور البلد و حالة الرعب التي يعيشها المواطنين,مع أن الحملة هذه المرة يقودها وزراء ساميون في البلد بإمكانهم إعادة ولد عبد العزيز لكرسي رئاسة و ذلك عن طريق الضغط على المواطنين لتصويت لولد عبد العزيز,رغم أن منافسين ولد عبد العزيز على كرسي الرئاسة لا يمتلكون من الأصوات ما يفوزون به على ولد عبد العزيز الذي حكم البلد لمدة 5 سنوات بلقب رئيس الفقراء.

كيف استطاع ولد عبد العزيز إقناع أصحاب المبادرات بمطالبته بالترشح, و من أي يتم تمويل المبادرة,و ما هي الوعود التي سيتقدم بها ولد عبد العزيز للموريتانيين هذه المرة مع أن الوعود السابقة لم تنفذ بعد؟ و في حالة فوز ولد عبد العزيز بالانتخابات التي يصر على إجراءها لذاته,فكيف سيكون موقف المعارضة آن ذاك و هم الذين امتنعوا من المشاركة و الفوز على ولد عبد العزيز؟ ماذا فعل محمد ولد عبد العزيز لشعب الموريتاني ليغير من نظرته الحقودية له,و كيف تمكن ولد عبد العزيز من إسكات الشباب المطالبين بالرحيل و إسقاط النظام,هل قام ولد عبد العزيز بتوزيع المال و المنصب عليهم بدون أن نعلم أم أن الشعب تراجع كليا عن كل متطلباته الغير القانونية و التي قد تحول البلاد إلى جحيم أم أن ولد عبد العزيز أكتسب تجربة من خلال الربيع العربي,جعلت الشعب يطالبه بالترشح عكس ما كان يطالبه به في الأمس الغريب.

و تعتبر السياسة تجارة مربحة للموريتانيين يمارسها كل من هب و دب يعيش منها و يبني منها بيوتا.

و إذا كان المال العام سيتم نفقته على الحملة الرئاسية,فلا يجوز منع أي مترشح من الترشح لان المال العام حق الجميع و متساوين فيه,و من حق المعارضة المشاركة في الحملة,و أخذ نصيبها من الخزينة العامة,وهل بإمكان إقامة حملة رئاسية لا تشارك فيها جميع الأطياف السياسية.

ما أشبه الانتخابات الموريتانية بشقيقتها المصرية.

و نذكر المترشحين و الحكومة أن الداخل يتضرع جوعا و عطشا مما قد يمنع ساكنته من التصويت.

تحية للقارئ

الكاتب:حمودي ولد حمادي ” كاتب موريتاني image

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.