بيطالي ومن حقي نخدم
كلما إقترب شهر يونيو إلا وكثر الحديث عند التلاميذ على الامتحانات الإشهادية في حين ينشغل الطلبة الحاصلين على الإجازة في التحضير للمباريات الخاصة بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين لعل هده السنة تكون نهاية البطالة لديهم وهم من أفنوا زهرات أعمارهم في الدراسة والبحث عن المعلومة حتى دخلوا في العشرينات والثلاثينات من عمرهم .
شكلت السنة الماضية استثناء على مستوى الشروط الخاصة بالدخول للمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين حيث فتح الباب أمام الجميع لاجتياز المباراة على الرغم من التجاوزات التي شابتها لكن الكل استحسن هده الخطوة التي تعطي الحق لكل طالب في إبراز قدراته العلمية ، لكن وللأسف عادة حليمة لعادتها القديمة وعادت الشروط الإقصائية للواجهة مرة أخرى بدعوى التكلفة المادية المرتفعة ليفقد المعطل أمله في الوظيفة العمومية التي تعتبر حق من الحقوق الدستورية لكل مواطن مغربي .
من الضحية في الاخير ؟؟
يبقى أبناء الشعب المغربي من المعطلين والمعطلات الحاصلين على الشهادات الجامعية الضحية الاولى لهده السياسة التي تكيل بمكيالين ، ففي الوقت الذي نجدها تضع شرط الانتقاء للطلبة الحاصلين على الإجازة ، نجدها في الطرف الثاني تعطى للطلبة الحاصلين على الاجازات المتخصصة في علوم التربية الحق في الاجتياز المباشر للمباراة دون انتقاء، خلافا للسنة الماضية. وكلها تخصصات أنشأتها الدولة فلمادا هدا التمييز بين الطلبة وأين هو مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص بين الكفاءات أم أنها لا تعدوا تكون شعارات للتبجح بها أمام الإعلام .
شهادة طالب موجز
يسرد الطالب الموجز (ه. خ ) عن معاناته مع البطالة ويقول بصوت يملأه الاحساس بالحكرة وفقدان الامل في وظيفة قارة يؤسس بها عائلة صغيرة : حصلت على الإجازة في اللغة الإنجليزية في سنة 2006 من كلية الاداب والعلوم الإنسانية ، كنت عندها أحلم أن المستقبل مشرق وجميل وأنني سأبني عائلة وأعوض أبي وأمي عما قاسوه من أجلي لكن للأسف لا زلت أرى في عيني أبي وأمي نظرات الشفقة والحزن على من كان أملهم في الحياة ومصدر تقاعدهم ، مع مرور الايام إكتشفت أن الواقع صعب فخرجت للعمل فلم أجد أمامي سوى مهنة البناء رغم ضعف قوتي ومرت الايام والسنين وأنا مازلت ينظر إلي ذلك الشخص المعطل والعازب الوحيد في حينا ، لكن رغم ذلك نصيحتي لكل تلميذ راه القراية حاجة مليحة وغذاء للعقل والروح وبغيت نكول للوزارة المعنية راه حتى أنا مغربي من حقي نخدم ونتزوج .
قبل الخوض في تعليقي البسيط والمقتضب أود أولا أن أقول لهؤولاء الصحفيين اللذين يدعون اليوم أنهم مع إنصاف المعطل وأن الوظيفة العمومية حق للجميع؟ بأنه كلام فضفاض وفارغ وعار عن الصحة بالتأكيد لماذا؟
أولا فالدولة اليوم، ترى بأن تطوير المنظومة التعليمية المغربية لابد لها من أساتذة مكونين تكوينا تربويا صحيحا لامزيفا كما عاشته المدرسة المغربية لعقود نظرا لمراكمتها عدة وصفات تقويمية للمنظومة التعليمية، وكذا بحكم أن التكوين الذي يتلقاه الأساتذة داخل المراكز الجهوية للمهن التدريس يبقى ضعيفا على العموم ( أو دون المستوى) ولا يخفى على الجميع الكارثة التي عاشتها هذه المراكز بمختلفها في السنة الاولى من افتتاحها دورة 2012 بسبب الدخول العشوائي للطلبة خصوصا الثانوي التأهيلي والاعدادي (بالرغم من الإنتقاء) وهذا حسب تجربتي المتواضعة بحكم أنني كنت أستاذا متدربا بالجديدة ثانيا ماتعيشه المراكز اليوم بسبب التأخر الذي طال دخول المراكز والخبط عشواء الذي تعيشه في مايخص شكل الامتحانات …..وغيرها.
ما أود أن أوصله لصاحب المقال هو أن الدولة تحتاج اليوم للنهوض بالمنظومة التربوية إلى أناس أكفاء والكفاءة هي تكوين والتكوين كرهنا أو أبينا شواهد بمصداقية أو بدون فالمتدرب بالمدارس العليا للأساتذة اليوم ليسوا هم طلبة الجامعات أكيد، ولمعالجة العنوان المطروح (بالعامية المغربية) يجب أن ننظر الى الزاوية الحقيقية التي ينبع منها المشكل الحقيقي والذي يتجدر بالتأكيد في مقاربة التشغيل التي يجب على الدولة أن تعيد النظر فيها بشكل جدري وعميق وبالخصوص في منظوماتها الجامعية وأن تحد من تفريخ الجيوش المعطلة الى الشوارع فالتعليم هي البوابة الوحيد التي يراها 100.000 من الطلبة الموجزون ؟ وهذا بحد ذاته خطأ كبير فالمغرب به 100 الآلف من مناصب الشغل دون التعليم ومن كان بطاليا فعليه بالتكوين والكفاءة.