داعش ، من المستفيد من خدماتها ؟
في بلاد الشام كما في بلاد الرافدين ، كثر اللغط حول تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ، أو ما يسمى اختصارا بتنظيم داعش ، هذا التنظيم الذي يسعى إلى إقامة دولة الخلافة ، حسب ما يروج في وسائل الإعلام ، لكن الكثير من المتتبعين يعتقدون أن هذا التنظيم يعد من صنيعة بعض أجهزة المخابرات لبعض الدول التي لديها مصالح في المنطقة ، وتستعمل هذا التنظيم كمسمار في خاسرة الثورات خوفا من نجاحها ، وبالتالي خسران هذه الدول لنفودها ومصالحها في المنطقة , وقد يبدو ذالك جليا في سوريا ، خصوصا إذا علمنا بأن المعارك التي يخوضها هذا التنظيم في سوريا ، تصب في مصلحة النظام السوري بشكل أو بأخر ، كما أن تواجد مثل هذه التنظيمات على أرض المعركة يشوه الثورة السورية ، ويطفي عليها صبغة الإرهاب ، الأمر الذي أدى إلى تقاعس بعض الدول عن القيام بواجباتها تجاه الشعب السوري الشقيق ، الذي تم تركه وحيدا يواجه ألة بطش النظام المستبد الذي لا يرحم ، الأمر نفسه في العراق ففي الوقت الذي يتحدث فيه البعض من ىشيوخ العشائر عن ثورة ضد نظام المالكي الطائفي المستبد ، يقودها رجال العشائر وبعض ضباط الجيش السابق المهمشين بقيادة عزت الدوري نائب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ، تسعى بعض وسائل الإعلام إلى دعدشة الوضع ، بدل الثريت إلى حين اتضاح الصورة بشكل جيد ، ومعرفة ما إذا كان مايجري في بلاد الرافدين ثورة أم دعدشة ، ولست أدري إلى أي مدى يقدر هذا التنظيم المسمى داعش السيطرة على الوضع بالحجم الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام خاصة العربية منها ، ففي وجهة نظري المتواضعة أرى أن المسألة مبالغ فيها بشكل كبير ، خاصة وأن القوى العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح بتغلغل مثل هذه التنظيمات المصنفة بالأرهابية في المنطقة ، إلا أن بعض الأنظمة تعمد إلى تضخيم حجم هذه التنظيمات ، من أجل استدعاء قوات أجنبية إلى المنطقة بدعوى محاربة الإرهاب ، وبالتالي سحق جميع الأصوات التي تغرد خارج السرب ، كما أن المبالغة في الدعاية لهذه التنظيمات ، يساعد على إسكات الأصوات المعارضة في كل الدول العربية ، مخافة إلصاق تهمة الإرهاب بها ، كما أن الثورات يتم سحقها بدعوى محاربة الإرهاب ، فالإعلام أصبح له دور كبير في توجيه الأحداث ، وأعتقد أن الدول أصبحت تعتمد على الإعلام أكثر مما تعتمد على أجهزة الإستخبارات ، الأمر الذي يكون صورة خاطئة عن الأحداث الحقيقية ، و منها من يعمد إلى الترويج لما يدور في وسائل الإعلام ، إن كان يصب في مصلحته رغم علمه بحقيقة ما يجري على أرض الواقع ، الأمر الذي يدفعنا إلى التساؤل لمصلحة من تعمل داعش وغيرها من التنظيمات الجهادية التي تظهر وتختفي حسب الطلب على ما يبدو على الأقل لدى المتتبع البسيط .