معمل زاكورة للتمور يشتكي الوحدة

1 527

جاء مخطط المغرب الأخضر ليرسم إستراتيجية متكاملة و مندمجة لتنمية القطاع الفلاحي، تعطي لهذا الأخير دينامية جديدة تراعي خصوصيات كل جهة على حدة من حيث الموارد والمكتسبات وكذا الإكراهات ، من اجل مواكبة التحولات العميقة التي يعرفها القطاع مساهمة منه في نمو الاقتصاد المغربي بخلق فرص شغل جديدة و المحافظة على السابقة منها عبر تحسين دخل الفلاحين الصغار و محاربة الفقر.

فمن بين أوجه تدخل مخطط المغرب الأخضر بمناطق الواحات المغربية نجد أنه يركز جهوده على تثمين منتوج التمور وزراعة و تجديد الواحة بأصناف مقاومة للأمراض الطفيلية و ذات جودة عالية قادرة على مواجهة المنافسة الخارجية و بذلك تمنح الفلاح الدرعي أو الفيلالي او غيره نوعا من الاستقلالية و الاكتفاء المادي عوض التفكير في هجر الواحة بحثا عن مكسب رزق أخر .

منذ سنوات خلت ، بمبادرة من وزارة الفلاحة و بإشراك فلاحي واحة درعة وفعاليات أخرى ، أقيم على مساحة شاسعة بمركز مدينة زاكورة معمل لتثمين التمور ، عمل على تحويل أطنان من المنتوج المحلي للتمور و تثمينه عبر تعليبه واستخراج مجموعة من مشتقاته بهدف مسايرة حاجيات السوق و جعل المنتوج قادرا على منافسة المنتوجات الاخرى في السوق الوطنية الشيء الذي استحسنه جل فلاحي درعة الصغار بعدما كانوا يبيعون منتوجهم بعد الجني بثمن زهيد إن سلم من تداعيات العوامل المناخية التي ترمي بقسط كبير منه الى موائد المواشي …

فما هي إلا سنوات من العمل بمعمل خصصت لبنائه ميزانية ضخمة تشهد بنايته اليوم على حجم هذا الاستثمار ، لتغلق أبوابه ويسود الصمت ليترك للحمام متعة التبيض بنوافده بعيد عن الضوضاء . فالمار بجواره اليوم تطالعه صورة بعض المدن المعدنية الامريكية التي هجرها سكانها بعدما استنزفت معادنها ، مدينة أشباح شهدت على مجتمع ازدهر يوما بتلك المنطقة ، لكن الفرق بين بنايتنا و تلك المدن أن الأولى لم تستمر حتى لتغطي تكلفة بناء هذه المنشأة الكبرى ليُسرّح العمال و يسْرٙح الفلاح الدعي مرة اخرى للبحث عن من يعير منتوجه قسطا من الانتباه.

في السنوات الأخيرة ، عملت وزارة الفلاحة بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على أنشاء وحدات لتثمين التمور بزاكورة بمبالغ مالية مهمة ، لم تعر أي اهتمام لمعلمة مثل معمل زاكورة للتمور كمكتسب لا يلزمه الا الشيء القليل لتعيد له الروح .

أليس من الأجدى و الأحق من السلطات الوصية على القطاع الفلاحي أن تستغل منشأة بهذا الحجم وتعيد إحيائها في ظل هذا المخطط التنموي عوض إحداث وحدات استغلالية هنا وهناك باستثمارات مهمة وتترك لعوامل التعرية و للاهمال منشئة تعد من ممتلكات الدولة ؟

ليس العيب في أن نقر أن حياة هذا المعمل اتسمت بحس الارتجالية في التسيير الشيء الذي أدى إلى اغتياله في عمر الزهور ، و إنما العيب أن يركن هذا الضخم في ظل توالي المسؤولين مرتعا لطيور الحمام و لربما الاشباح … ليترك المجال مفتوحا لاحتكار أصحاب مخازن التبريد لقطاع التمر بالمنطقة .

الحمداوي

تعليق 1
  1. محمد ليراك يقول

    ندعوا الى ادخال هذا المعمل ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو ا هههه فلربما قد يعيره المسؤولين بعض الاهتمام رغبة منهم في تحسين دخلهم الفردي …

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.