شطحات شباط
إبتلينا في مملكتنا السعيدة بمخلوق عجيب ، إسمه شباط ، لست أدري من أين أتى ؟ المهم إنه الأن في الرباط ، يحاضرفي السياسة والإقتصاد ، والتدبير، والحكامة ، و النزاهة والكفائة ومحاربة الفساد ، يتحدث عن الدين والأخلاق ، فهو يحاضر في كل شيء ، ومن فتاواه العجيبة ، الحديث الذي نسبه إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عن مدينة فاس , ومن معجزاته التي وعد بها و لا زالت لم تتحقق , جلب البحر إلى مدينة فاس , وبناء برج فاس على غرا برج إيفيل بباريس ، ومن أشهر ملاحمه ، مسيرة الحمير .
والحقيقة أن هذا الشباط ، بعدما فشل في قلب الطاولة على الحكومة ، وذالك بسحب وزراء حزبه من الحكومة ، بدأ يحس بأنه أصبح على الهامش ، ويشعر بالعزلة ، و يحاول أن يجد له نافدة يعود من خلالها إلى الظهور، لممارسة هوايته المفضلة ، فثارة يطل علينا بصور تظهره وهو يصلي ، وثارة أخرى يطل علينا من خلال شريط فيديو ، يتحدث فيه عن القاعدة وداعش ، ويزعم أن حزب العدالة والتنمية يمول تنظيم داعش .
ولا يهمني إن كان هذا المخلوق العجيب والغريب ، يهاجم حزبا أوجماعة أو فردا بعينه ، وكل ما يهمني هو احترام عقل و ذكاء المواطن المغربي ، فهذا الأسلوب الذي ينتهجه هذا الشباط ، يتعمد الإستخفاف بعقول وبذكاء المغاربة ، فهو يحاول بكل ما أوتي من قوة أن يقنع المغاربة بشيطنة رئيس الحكومة وحزبه ، وأنه خطر على المغرب ، وأن ما يتفضل به علينا هو الأفضل لنا ولبلدنا ، رغم أنه لا يملك أي برنامج سياسي ومجتمعي ، ما عاد هذه الشطحات و الخرجات الدنيئة ، والتصريحات الغير مسؤلة ، والتي لاتمت لليساسة بشئ ، ولا ترقى إلى تصريحات مستوى أمين عام حزب سياسي عريق ، يتسم أهله حتى إلى الأمس القريب باللباقة والكياسة ، والحنكة المطلوبة للتعاطي مع الأحداث ، فهذا المتهور الذي يغامر بمستقبله السياسي ، ومستقبل حزبه ، يعتقد أنه بهذا الكلام الفارغ ، يمكنه أن يحجب عقول المغاربة ، ويكسب ودهم ، وبالتالي يمهدوا له الطريق في الإنتخابات المقبلة لتبؤ كرسي رئيس الحكومة ، وإن كنت لا أستبعد هذا الطرح ، فبما أن هذا المخلوق استطاع أن يصل إلى منصب الأمين العام لحزب عريق كحزب الإستقلال ، فلا غرابة في ذالك ، وكل شيء ممكن ، وأتمى أن لا يحصل ذالك ، فالمقام لا يتسع لمثل هؤلاء الببغاوات لتشويه صورة المغرب ، لكن الغريب في الأمر أن هذا الشباط ، يعتقد أن المغاربة لا يعرفون عنه أي شيء ، ويحاول إظهار نفسه بذالك الرجل الصالح الذي يريد الخير لبلده ، لكنه نسي أن النعامة تدفن رأسها في الرمال خوفا من أعدائها ، معتقدة بذالك أنها استطاعت النجاة ، لكنها تبقى مكشوفة ، والعبرة لمن يفهم . وأخيرا رسالة إلى حكماء حزب الميزان ، و إلى الغيورين عليه وهم كثر، أقول لكم أنقدوا حزبكم قبل فوات الأوان ، فهذا المتهور ، فقد جادة الصواب ، وأساء لكم ولحزبكم ، وأساء للمغاربة جميعا.