الجنوب الشرقي المغربي والعيش المفقود
في ظل الشح المائي الذي لازالت ساكنة درعة تعانيه ، فقد ظل المجال الواحي بالمغرب يواجه عدة مخطار طبيعية ،تتمحور أهمها حول إشكالية الموارد المائية.
فإدا كان الموقع قدر محتوم على المنطقة بتواجدها خلف السلسلة الأطلسية الممتدة وسط بلاد المغرب ، فهذه الأخيرة لا تسمح بوصول الرياح الرطبة هو ما انعكس على واحات درعة بمناخ قاري جاف .كل هذا يعكس مشكل الندرة وهو ما عرفته ولازالت تعيشه زاكورة من نضوب المياه يوما بعد يوم .
ورغم ذلك فإن أكبر وأشد المحن التي تعصف بالمنطقة هو التدبير الرشيد للموارد المائية المتوفرة سواء الخاصة بالزراعة أو مياه الشرب الذي يبقى أثر توزيعه منعدما ، فجماعة ترناتة أضحى إنقطاع الماء بصفة دائمة ومستمرة رغم كون هذا الماء غير صالح للشرب ،هذا ينطبق على أغلب الجماعات الأخرى بهذا المجال الضعيف ،أمام غياب الادارة الرشيدة لازال السكان يفتقدون الى أبسط شروط العيش.
وهو ما يثير الانتباه والتسائل :
هل قدر على ساكنة المجالات الواحية بالمغرب أن تتكيف مع هشاشة النظم البيئية رغما عنها والتفائل بالمستقبل الزاهر المفقود ،أم يبقى سريان الهجرة مستمر ؟
الا يمكن أن تنعم هذه الساكنة يوما ما بظروف ملائمة للعيش ؟
كيف يمكن ضمان موارد بشرية مؤهلة لتسير شؤون المواطن محليا ؟
ألم تكن ولاتزال درعة دائما حاضرة في مجد أمة المغرب عبر التاريخ ، وهل يمكن القول بأن ماسكي زمام أمور الساكنة محليا يؤدون دور الفاعل المساهم في ترحيل المواطن بوعي منه أو عدم وعي ؟ .
إنه لمن العار أن تجد أمهات وأطفال وشيوخ يعانون من التنقل بعيدا لجلب الماء إنها ساكنة تفتقر الى البنيات التحتية الأساسية التجهيزات الضرورية والطرق والخدمات الصحية ،وعدم تنوع الأنشطة الاقتصادية مع حدة الضغط الديمغرافي وعرقلة تسير شؤون البلاد كتجزيئ الأراضي السلالية نمودج دوار العروميات
واسرير وتانسيطة…اخ وما يشوبها من غموض .
إن واقع العالم القروي يتسم أساسا بالتدهور ويساهم فيه من هو معقود عليه الأمل في تحسين أوضاعه ،ولعل تأزم هذه المشاكل يفسر بجلاء نسبة الفقر وارتفاع وتيرة الهجرة القروية وتعميق الفوارق بين المدينة والقرية .
وإن إيجاد بعض الحلول لمشاكل واحات الجنوب الشرقي كتوفير الماء الصالح للشرب و توفير الكهرباء ،الطرق المراكز الصحية وخدماتها دعم البحث الزراعي ،تيسير استفادة السكان من أراضي الجموع ولضمان استقرارهم …اخ ، كل ذلك سيفتح افاق واسعة للتنمية القروية وإنقاد المنطقة من شبح الهجرة ومختلف الظواهر الاجتماعية والاقتصادية والبيئية .
اذا عاد اهل درعة الى الله اعاد الله درعة كما كانت
ماقله الاخ احمد حقيقة موئلمة لكن اين الحل