الشخصية الزاكورية و التربية السلطوية
غالبا ما أجد نفسي أمام غرابة صعوبة التخلص من رابطة عنق ،هذه الأخيرة تجعلني أسير وفق ما تمليه عني خصائصها و متطلباتها. لكن الأكثر إثارة للعجب هو أنني لا ارتدي البذلة الرسمية المواتية لهذه الرابطة ، استغرب و أتسأل عن سبب محنتي هاته، فما أجد غير جوابا واحد، هو أننا نعيش مقيدين بثقافة امتزجت ببقايا نظام اجتماعي مشبع بسلطوية أبوية، هذا الأخير يسخر كل ما له من قوة لترسيخ ألأسس التقليدية، التي تجعل من الأفراد يوطأطئون رؤوسهم أمام كل ما له علاقة بمتطلبات النظام التقليدي الموضوع سلفا من طرف السلف.
ما هذه إلا مقدمة بسيطة عن الوضعية السيكوسوسيولوجيا التي تعيشها الشخصية الزاكورة و القروية على الخصوص.
قد تجد شخصا أو مجموعة أشخاص، يتصرفون و يتحدثون بطلاقة و بأسلوب يعبر عن حنكتهم الحياتية، وعن مستواهم الثقافي المشرف للمعرفة. لكن هناك لحظات يشعرون فيها بالخجل، القزازة و عدم القدرة على الرد الفوري المباشر. حينها يتأملون هذا السلوك، يستغربون و يشككون من قدراتهم الموثوق منها قبليا.
هنا ألاحق النقاش و استحضر المفكر المغربي عبد الله الحمودي، في كتابه الشيخ و المرد، الذي عالج فيه النسق الثقافي للسلطة في المجتمعات العربية الحديثة و المجتمع المغربي على الأخص. تحدث في عن الدور الفعال الذي يلعب النظام الأبوي و ممارسته للسلطة، من خلال العلاقة بين الشيخ و مريده. هذا الأخير يكون مجبر تقديم الطاعة و الاحترام و تقبل الضرب و السلطوية، حتى و إن كانت على حساب حريته الشخصية، و يضيف أن هذه المجتمعات تظل وفية لنظام أبوي تهيمن فيه بركة الأجداد،و تقدس فيه تجاربهم حتى و إن كانت غير متلائمة مع مجتمع حداثتي، تسوده العولمة و التكنولوجية.
الحديث عن النسق الثقافي بالمجتمع الزاكوري، ليس إلا تعبير عن واقع مرير تسوده السلطوية، و تهيمن عليه العقلية الكلاسيكية، التي تجعل من شخصية الفرد تابعة لنسق ثقافي محدد سلفا، و تقتل فيه ملك النقد و التفكير وكذا التأمل و تجعل منه خاضع لقواعد و قوالب تخدم اتجاهات تقليدية تجاوزت مدة صلاحيتها.
هذه التربية لا ننكر إن منها من ترسخ فينا أسس تتماشى مع النسق الأخلاقي الديني، و تجعلنا في نظر الأخر من أحسن خلق الله، و تلصقنا بنعوت كثيرة يرضى عنها المجتمع ك( الله إعمرها دار و لاد زاكورة، أبناء الجود و الإحسان ، أبناء الصبر و التضحية، مكاينش بحالهم… ). لكن المتأمل في الوضعية السيكوسوسيولوجيا للشخصية الزاكورية يجد أنها تسخر فقط لخدمة مصلحة الأخر. و خير دليل على هذا هو الطالب الزاكوري في مختلف المواقع الجامعية ، الذي ينتقل من بيئة يسودها النظام السلطوي الأبوي المحد للحرية و المغيب للروح الإبداعية، إلى فضاء إبداعي مقنن ببرامج سياسية محكمة الوضع. هذا الطالب ينبهر بهذه الحقيقة و تبدوا له ملائمة لتفريغ طاقاته المكبوتة. و هنا المنزلق الخطير حينما تسخر هذه الطاقات لخدمة مصلحة الأخر حتى على حساب مصلحة الإقليم و مصلحة الفرد نفسه، تجعل منه يهلك أو يرسب دراسيا أو يزج به في السجون بتهم لا أساس لها و علاقة لها بالتغير، و لا بمصلحة الإقليم.
كل هذا يعزوا إلى تلك رابطة عنق التي سبق الحديث عنها و التي تلاحقنا مند نعومة أصابعنا. هذه الأخيرة تمارس سلطتها بشكل خفي يختبئ في لاوعي الأفراد. و بالتالي فهي عبارة عن عنف رمزي يمارس من طرف نظام أبوي قديم يهيمن على الكل باسم الثقافة الزاكورية.
سأطعم النقاش باستحضار “ميشيل فوكو” الذي قال بأن السلطة توجد في جميع العلائق الاجتماعية و تظل محايثة للمجتمع لصيقة به وفي كل المؤسسات الاجتماعية و وسائل الإعلام بأشكالها.
و لا يكمن إدراك حقيقة هذه السلطة إلا بالنضال المعرفي الذي ينمي ملكة النقد و المعرفة.
و بالتالي فما ننادي به لتخلص من هذه التبعية هو ضرورة مراجعة الذات، و استهداف الوعي كأساس لبناء مجتمع رافض لتبعية و التقليد، و متسلح بآليات التفكير الموضوعي العلمي الحر، الهادف إلى بناء أطر قادرة على خلق التغير و خدمة المنطقة، أكيد عبر العلم لان السلطة تحول الإنسان إلى دمية سياسية لا يحركها إلا التقليد.
موضوع تافه ، للأسف أحد مني وقتا فضاء دون أن تستفيد شئ،المواضيع أكثر جاذبية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا موجودة يمكنك التطرق إليها لكن يجب أن تشد د ربطة العنق جيدا
sujet a la hauteut, prouvant a quel point on cherche a lchanger des tabouts depasses, bonne continuation.