“المساء”: موجة عطش حادة تضرب منطقة زاكورة

3 620

البعض جعل من الأزمة تجارة مربحة والسعر يصل أحيانا إلى درهم للتر

رحلة بحث شاقة يومية لمئات سكان القرى والبوادي والجماعات القروية بمنطقة زاكورة عن قطرة ماء «حلوة» لسد عطشهم. رحلة لا يستثنى منها حتى سكان مركز المدينة، تقول مصادر من المنطقة، نظرا لأن مياه شبكة الربط بالماء في المنازل غير صالحة للاستهلاك، تضيف المصادر ذاتها، تزامنا مع موجة حر تشهدها المنطقة والتي تقارب الخمسين درجة. وهددت فعاليات من المنطقة بمسيرة احتجاجية للمطالبة بـ»قطرة ماء» في الأيام القليلة المقبلة.

شح المياه، بل انعدامها في بعض المناطق، هو مشكل قديم جديد بالنسبة إلى منطقة زاكورة التي يقول بعض سكانها ل”المساء” إنه من سابع المستحيلات أن يشربوا قطرة ماء صافية ما لم يتزودوا بقنينات المياه المعدنية من المحلات التجارية التي تعرف إقبالا كبيرا بالمنطقة، مقارنة مع مناطق أخرى بالنظر إلى الحاجة الملحة ونظرا للخطورة التي يشكلها استهلاك المياه المالحة على صحة السكان، على الرغم من الميزانية المكلفة لجيوب السكان الذين ينتمون في الغالب إلى طبقات جد متوسطة، بل إن غالبية سكان المنطقة هم فقراء ولا يملكون القدرة المادية لاقتناء قنينات الماء حفاظا على سلامتهم الصحية من أخطار استهلاك مياه يشككون في خلوها من الأخطار، ومع ذلك كثير منهم، خاصة مرضى القصور الكلوي، يقتنون المياه المعدنية على حساب حاجيات وضروريات أخرى ملحة.

أسر أخرى أكثر فقرا وهشاشة تضطر إلى شرب ماء أجاج شديد الملوحة على الرغم من مذاقه، بل إنها تقطع مسافات طويلة للتزود به إما على متن سيارات إن توفرت أو عن طريق عربات مجرورة أو على ظهور الدواب، ويتم قطع عشرات الكيلومترات أحيانا لجلب هذه المادة، رحلة بحث تتم تحت أشعة شمس حارقة يوميا أو مرتين أو ثلاثة في الأسبوع تقريبا، وتكلفهم سنتيما واحدا للتر، فيما سكان آخرون يعجزون عن التنقل يلجؤون إلى خدمات سيارات متخصصة في المجال تنقل المياه إلى مكان معين معلوم لدى السكان بمقابل درهم واحد للتر، تقول مصادر من المنطقة، حتى أضحى هذا القطاع جد مربح بالنسبة إلى البعض، خاصة أولئك الذين يعمدون إلى حفر آبار بالمنطقة ليتمكنوا من بيع المياه للسكان الفقراء.

ويعد شح المياه من بين أكبر المشاكل التي تعاني منها منطقة زاكورة ونواحيها منذ عقود، بل إن الوضع يسير نحو الأسوأ، وأنها تشكل السبب الرئيس في ارتفاع نسبة الهجرة القروية نحو مناطق أخرى.

وتساءلت فعاليات جمعوية بالمنطقة عن دور السلطات المسؤولة للحد من معاناة مواطني المنطقة، وإيجاد حلول لهذا الوضع المزري الذي قد تكون له تبعات صحية وخيمة على السكان بسبب استهلاك مياه غير صالحة للشرب

3 تعليقات
  1. Hamid Hakou يقول

    نسأل الله اللطف،فاللهم أعثنا غيثا نافعا،منطقة تحتاج إلی مساعدة لا الإهمال،منطقة تحتاج إلی حسن التسيير،لماذا لا نتقدم؟؟؟

  2. mustapha bamou يقول

    واللاهي إن الموت من العطش أشد من الموت بالرصاص .من المسؤلو ياترى أهي الدولة أم الجماعة أم هو المواطن الأحمق البليد المسكين الدي يعمر في الأرض معتزاً بوطنه الدي نسيه دون أن يفكر حتى أن يهاجر كما فعل الأخرون ويدهب إلى المدينة .إن كان أحدٌ في هده البلاد يستحق أجراً على عدم العمل فهم أصحاب تلك الأرض . إن إستمر الحال على هده المنوال فبدون أدنى شك إن زرت عام 2030 مدينة زاكورة فلن تجد أصحاب الأرض وستجد أناساً غير أlلدين كنت تعرف

  3. محمودي (امحاميد الغزلان) يقول

    سلام الله عليكم ورحمة الله.

    الله اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.