تاكونيت …وضريبة “منطقة العبور” ؟
كلما اقترب مستهل الموسم الدراسي في قطاع التعليم والموسم الصحي في قطاع الصحةوغيرهما في قطاع آخر ترفع تحديات جديدة في وجه منطقتنا تاكونيت تضاف إلى التحديات الآخرى التي عاشتها وتعيشها طوال السنوات السابقة الماضية وذلك باعتبارها منطقة عبورومرور بامتياز لبعدها عن المركز من جهة و لغياب ما يغري فيها على الاستقرار من جهة أخرى إذ هي جزء من مغرب عميق هامشي مهمش في وطن واحد يتضمن أكثر من مغرب.. ؟؟,
ونقصد بمنطقة عبور أيها الغيور أنها منطقة اللااستقرار للموظفين خاصة وبعض الساكنة عامة, حيث أن عددا كبيرا من هؤلاء الموظفين بالمنطقة والذين جاؤوا للعمل فيها على مضض غالبا, وليس رغبة منهم, لا ينوون الاستقرار والمكوث بها ولا حتى قضاء فترة طويلة, بل يغادرونها في أول فرصة تتاح لهم,في مختلف القطاعات سواء في مجال التعليم أو الصحة أو غيرهما مع بعض الاستثناءات القليلة…
وعلى سبيل المثال لا الحصر أننا كثيرا ما نستبشر خيرا بإيفاد طبيب للمنطقة التي هي في أمس الحاجة إليه ولكن سرعان ما نصاب بخيبة أمل عندما نسمع أنه جاء إلى المنطقة لأياممعدودة وكأنه لغرض الاستطلاع ثم يعود أدراجه لغير رجعة للأسف ؟؟؟ والأكثر من ذلك أن عددا من الموظفين أو غيرهم يعمل بتاكونيت وبشكل رسمي بينما ترك أسرته في مدينة من المدن أو فيقرية حتى بعيدا عنه رغم أنه بحاجة إليها بالقرب منه كباقي البشر؟؟ ولكن عند سؤاله عن السبب يبطل عندنا العجب؟ وذلك برده: >> رحمة بأسرتنا نتركها حيث هي حتى لا نشقيها معناونحرمها من عدد من الامتيازات والمصالح والمرافق الحيوية كما يزعم التي تغيب في تاكونيتالمهمشة والتي لم نكن نرغب في المجئ إليها لولا لقمة العيش و احترام إدارتنا ومعاييرها فيالتعيين>>, بل وتسمع منه أيضا قوله :>>حفاظا على مصالح أبنائنا المتعددة>> ,وكأن الذين يستقرون بتاكونيت ويعملون في صبر واحتساب كل السنوات الماضية لا تهمهم مصلحةأبنائهم؟؟؟ .., بل الأخطر من هذا وذاك هو أن عددا معتبرا من أبناء المنطقة الذين يشتغلون بها منذ زمان قد ملوا وسئموا العمل بها وأعياهم الانتظار لعل الظروف تتحسن وتتغير ؟؟ولعل البلدة تلحق بركب التقدم والازدهار؟؟ ولعل الدولة تلتفت لها وتقدر موقعها الحدودي الذي يفرض مزيدا من الاهتمام والامتياز…؟ لكن لا شيء من هذا تحقق غير التهميش واللامبالاة و باللسان المحلي”عين عميا او ودن طرشا” تجاه مطالب المنطقة المشروعة …
بلى إن منطقة بعيدة عن الرباط وهي في رباط باعتبارها منطقة حدودية كتاكونيت تتطلب من الدولة والمسؤولين عنها مزيدا من الاهتمام والعناية ليستقر فيها أبنائها وليجد من يحل بهاموظفا كان أوغيره شيئا يغريه للمكوث بها ويغري أسرته وأبنائه ولو لفترة ,خاصة وأنها تقع على الحدود مع جارة تكره المغرب وأهله ومصالحه ولا تصدر له غير الأدواء بمختلف أشكالهاوتلاوينها كالمخدرات والبضاعة المنتهية الصلاحية وغيرهما,وزد إلى ذلك التهديدات الارهابية القادمة من الشرق وعلى حدود هذه الجارة الشرقية للمغرب المحروس إن شاء الله بعناية الله تبارك و تعالى.
والدولة أو الإدارة المركزية تكرس هذا التهميش والتحقير للمنطقة وتساهم فياللااستقرارها وتخوف الموظفين منها خاصة الذين لم يسبق لهم معرفتها عندما تعتبر المنطقة منطقة تأديبية تعاقب بها بعض المسؤوليين الذين تبث في حقهم خرقا أو تقصيرا في مهمتهمأو…,فتنقلهم إليها بعد ذلك؟؟؟,ولو أن ذلك بشكل غير معلن لكنه أوضح من الشمس في عز النهار وهذا تكرر عدة مرات للأسف الشديد…
ولا شك أنه إذا أرادت الدولة أن تجعل من تاكونيت منطقة غير مهمشة وتغري على الاستقراروالعيش فيها من طرف ساكنتها وموظفيها ولما لا كل المغاربة الوافدين عليها لسبب أو لآخر أن:
ترفع التهميش عنها ولا تكرسه هي بطرق عملية وتعينات تأديبية…
أن تساهم في توفير ضروريات العيش الكريم للمواطنين من بينها لا الحصر:
صحة: بتجهير المستوصف وتأهيله ومده بطبيب رسمي وكل ما ينقصه من موارد بشرية ولوجستيكية… ولما لا بناء مستشفى متعدد الاختصاصات يوفر عناء الانتقال ومصاريف التداوي خارج المنطقة لشساعتها وكثرت ساكنتها (تضم جماعتين تاكونيت والكتاوة) التي تقدر بأكثر من 30 ألف نسمة حسب الاحصاءات القديمة
تعليم :بتوفير الموارد البشرية في وقتها لكل المؤسسات والتجهيزات الضرورية والكتب المدرسية وكذا محاربة كل مسببات الهدر المدرسي:كالاكتضاض,البعد عن المؤسسات والفقر و…. وتعميم المنح الدراسية على الإناث والذكور في مختلف أسلاك التعليم.وتعميم الاستفادة من برنامج تيسير ومراقبة ذلك,وكذا وتشجيع العاملين بالمنطقة ونحفيزهم وتعويضهم على المنطقة النائية…
تعميم الماء الصالح للشرب الكافي على الساكنة مركزا وقصورا تابعة له دوناستثناء..
فك العزلة عن تاكونيت باستصلاح الطرق وتعبيدها وربطها بمناطق أخرى من الوطن شمالا وجنوبا وغربا وعلى الخصوص مد وتعبيد الطريق الرابطة بينتاكونيت وفم ازكيد….
خلق مناطق خضراء تسر العين وتريح النفس وتنعش الجو…واستحداث أماكن للعب الأطفال وتسليتهم وكذا ملحقة لدار الثقافة أو”نقط قراءة “حتى نساهم في تقريب الكتاب من الناشئة خصوصا والمواطن عموما… ثم إنشاء ملاعب القربيأحياء المنطقة…
إعادة تشجير الواحات الموجودة بالمنطقة بشتلات وأغراس النخيل المقاوم للبايوضوالعمل على استفادتها من مخطط المغرب الأخضر و بناء القنوات المائية الفلاحيةلتسهيل عملية الري,وتكوين الفلاحين في الطرق الحديثة للسقي كالتنقيط وغيره لتدبير استهلاك الماء والمحافظة على الفرشة المائية التي استنزفت وزادت من تفاقم الأوضاع بالمنطقة …
حل مشكل الأراضي بالمنطقة التابعة للدولة أو ما يعرف بأراضي “الدومين” وذلك بتفويتها لمستغليها مجانا كتحفيز للساكنة على الاستقرار أو على الأقل تفويتهابأثمنة رمزية ….
بناء محكمة لتيسير وتسهيل شؤون المتقاضين محليا وخاصة منها ما يتعلق بشؤون الأسرة ….
تشجيع شباب المنطقة على الانخراط في التنمية المحلية باستحداث مناصب للشغل وذلك بإنشاء معامل لتعليب الثمور وتصنيع مختلف مشتقاته المتنوعة…,وغيرها من المبادرات الجادة والهادفة التي من شأنها أن تساهم في التنمية والاستقرار والبناء,وتشجيع السياحة (الداخلية والخارجية) النظيفة والثقافية بالمنطقة …
تشجيع الجمعيات المحلية الجادة والعاملة والعمل على استفادتها من المنح والتكوينات وكذا اشراكها في التنمية المحلية وفي اتخاذ بعض القرارات التي تهم المنطقة…
وأخيرا كمسك ختام وليس لأنه أقل أهمية يجب تفعيل توصيات هيئة الانصاف والمصالحة لجبر الضرر الجماعي لمنطقة تاكونيت بغية تضميد جراح الماضي المألم فيها فقد شهدتأنذاك أحداثا مؤلمة تمخضت عن تعسفات إدارية وإجهاز على حقوق الإنسان بل و الإقصاءوالتهميش الذي طال المنطقة ولازالت للأسف الشديد تعاني منه بشكل أو بآخر…
بلى إن لعدم الاستقرار بالمنطقة من لدن الموظفين وغيرهم له ضرائب متعددة ومختلفة ومن بينها: حاجة المنطقة الدائمة والمتكررة إلى الأطر والكفاءات والموارد البشرية عند بداية كل موسم مما يجعل العمل يتأخر في أحسن الأحوال إن لم يصح فيه القول” كم من الأمور قضيناها بتركها”,أضف إلى ذلك ما يتمخض عن عدم الاستقرار من النقص في الفاعلية والتجربة,وتعيين المتدربين غير المرسمين وغيرها كثير من التحديات…
وختاما نريد أن نسمع بأن تاكونيت منطقة سرور وحبور عوض منطقة مرور وعبور حتى تستفيد حقا ممن يعمل بها أويزورها أويحل بها وتفيده كذلك حين توفر له حاجياته الحيوية التي هي في أمس الحاجة إلى توفيرها للساكنة جمعاء الوافد والمرابطبها على الخصوص, وهذا ممكن جدا إذا حسنت النوايا وقويت الإرادات وتحول التهميشإلى اهتمام والتحقير إلى احترام …
لا تنتظر شيء من الدولة المشكلة فينا بامكان مجلس جماعي ان يجعل تاكونيت جنة لكن الفساد و النهب و التسيير الاحادي افقر المنطقة ……….يشين اجهض جميع المبادرات فاللهم القيه مصير اسلافه في اقرب الاجل
اسي رشيد لغة الكلام لا تفيد في مثل هذه المواقف لابد من نضال مستميت يقوده المجتمع المدني والأحزاب والنقابات وإلا هذا الكلام ستتعب في ترديده كل وقت وحين ………..الحقوق تنتزع ولا يقدمها لك المسؤولون على طبق من ذهب….
أنا من تاكونيت وأجد ان داءها ودواءها من أهلها، فلو سعى كل من ينتمي إليها في تقديم شطر قليل وقليل مما يملك لكانت هاته المدينة في أفضل حال، وانت تعلم يالسي رشيد ان قصربني صبيح يملك من الاعنياء الكثير في البيضاء والرباط ومراكش واكادير ونقول الأمر ذاته عن بني حيون ونصراط واولاد عمرو وسائر القصبات فيها من يمكن ان يقدم الكثير ولكن الجميع لم تطوع لأجلها. فلو أن كل إنسان من تاكونيت من الذين يملكون الملايين بنى بيتا جميلا يليق في تاكونيت ومعه مشروع لأحد أفراد عائلته في قطاع من القطاعات الحيوية المدنية لتغيرت.
منذ 1980 وأنا أزور تاكونيت وولدت فيها ولكني لم أجدها تتقدم إلا ببطاء شديد جدا جدا.