من أجل دخول مدرسي ممتع (3)
بعد أن تحدثنا في المقالين السابقين عن ادوار الإدارة التربوية وفضاء المؤسسة في بناء وترسيخ لدخول مدرسي ممتع ، سنخصص هذا المقال للدور المهم والجوهري للأستاذ باعتباره أساسي بناء شخصية التلميذ مباشرة بعد الوالدين ، بحكم مهمته التربوية التعليمية و الفترة الزمنية التي يرافق فيها المتعلمين، لذلك فهو حلقة محكمة في عقد إعداد أجيال متزنة نفسيا و متوافقة اجتماعيا ، مؤهلة لخدمة الوطن و الأمة والإنسانية … و من ثمة كان لزاما أن نذكر أطرنا التربوية بأن الله تعالى اصطفاهم لأعظم المهمات التي استدعت بعثة الرسل و إنزال الكتب السماوية ألا و هي صناعة الإنسان الناجح في الدنيا و الآخرة …وإنها مهمة نبيلة ومسؤولية جسيمة تقتضي من كل أستاذ استحضار الأمانة التي ألقيت عليه ولكي يؤدي الأستاذ مهمته الجليلة هاته على أتم وجه نهمس في أدنيه أن عليه استحضار ما يلي :
1- يستحضر الرقابة الإلهية و يجدد نيته في هذا الاستخلاف ، فهو مستأمن و سيسأل عن الأجيال التي أعدها ما فعل بها ؟
2- يستحضر أنه صاحب رسالة و ليس أجيرا يهمه فقط الحصول على الأجرة نهاية كل شهر… فيحرص على ابتسامته و إقباله على وظيفته بكل حب و استمتاع .
3- أن يكون منصتا جيدا و مبدعا في مساعدة التلاميذ على إيجاد حلول لمشاكلهم.
4- أن يكون مبدعا في تخصصه و يثبت كفاءته العلمية و خلفيته الموسوعية عوض الاكتفاء باجترار ما قاله لسنوات.
5- أن يستثمر اللقاء الأول في إذابة الجليد بينه و بين تلاميذه فيقدم لهم نفسه ، و يتعرف عليهم عن قرب و على كل يكشف لديه مكامن الضعف في حياتهم ليساعدهم على سد كل الثغرات .
6- أن يكون عادلا في تعامله معهم فلا يفضل أحد على الأخر بسبب النسب أو الجنس أو القرابة…
7- أن يحرص على موافقة سلوكه لأقواله حتى يكون قدوة حسنة لهم، فلا يعقل أن يدعي الدفاع عن القيم وهو أول من لا يلتزم بها (الوقت ، النزاهة، الإخلاص….).
8- أن يعزز ثقتهم بأنفسهم فلا إهانة و لا شتم و لا استهزاء ….
9- أن يحترمهم و يحترم ذكاءهم و يحرص على أن يحترموا بعضهم البعض.
10- أن يشجعهم و يحفزهم على العطاء المستمر.
11-أن يرحم غير المبدعين منهم و يحترم الفروق الفردية …
12- أن يحفزهم على المشاركة في الأنشطة و الانخراط في النوادي و يكون قدوتهم .
13- أن يحرص على تطوير جوانب شخصياتهم كلها و ليس فقط الجانب المعرفي.
تلك هي أبرز همساتي في أدن الأستاذ الذي اعتبر نجاحه في أداء مهمته أقوى رهان لإنجاح العملية التربوية والعملية التعليمية – التعلمية ، وجعل الموسم الدراسي استثنائي بكل المقاييس.