صدر حديثا عن مطبعة ميداكراف بالرشيدية العدد الأول من المجلة الشهرية “واحات المغرب” الذي يسلط الضوء على المجال والإنسان والتنمية المستدامة بواحات منطقة الجنوب الشرقي
ويعتبر هذا الإصدار، الذي ساهم في إعداده ثلة من الأساتذة الباحثين وفعاليات محلية ووطنية تحت إشراف الأستاذ مصطفى تيليوا، وثيقة مرجعية ترصد مجال الواحات باعتبارها فضاءات تعكس ملامح المجتمع الواحاتي في مختلف تمظهراته في الزمان والمكان من خلال العديد من المقالات التي تتوخى أن تكون طرحا جديدا في الساحة الثقافية بالمنطقة
وجاء في افتتاحية العدد الأول من هذه المجلة العلمية، التي تصدر باللغتين العربية والفرنسية، أن هذا الإصدار يأتي كمساهمة من مجموعة من الأساتذة الجامعيين والباحثين المهتمين برصد وتحليل التحولات الهيكلية الكبرى التي باتت تشهدها المجالات الواحية على المستوى الاقتصادي والبيئي والسوسيو- ثقافي خلال العقود الأخيرة، مضيفة أن الواحات التي تعتبر بمثابة فضاء للتزود بالماء وللراحة،قد اضطلعت على الدوام بدور أساسي في مجال التبادل والإنتاج ، بحيث كانت وراء إرساء الطرق التجارية التي تعبرها القوافل مما خلق علاقات للتبادل والتفاعل بين الحضارات الإفريقية والاورو-اسيوية.
وأبرزت أن هذا الإصدار يشكل فضاء علميا لرصد مختلف الاختلالات التي تعيشها مناطق الواحات وإتاحة الفرصة لمختلف الباحثين والمهتمين لتدارس المقاربات والمداخل الممكنة للحد من التدهور الخطير الذي تعيشه المجالات الواحاتية مما يؤثر سلبا على الأنظمة الايكولوجية و”زعزعة الاستقرار الاجتماعي والثقافي للتجمعات البشرية الواحاتية”.
وتطرق العدد الأول لموضوع التراث المعماري الواحاتي نظرا لما له من أهمية تاريخية وثقافية واجتماعية واقتصادية بالنسبة لساكنة مناطق الواحات وأيضا باعتباره تراثا بات مهددا بالتراجع والاندثار، ذلك أن القصور شكلت حضارة معمارية متميزة لواحات الجنوب الشرقي إذ تعتبر ايقونات وبصمات تاريخية هامة تتيح للباحثين قراءة ماضي مناطق الواحات بالمغرب برؤية انتروبولوجية كما تكشف عن أساليب عيش الساكنة في فترات زمنية مختلفة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال المدير المسؤول ورئيس تحرير المجلة السيد مصطفى تيليوا، إن هذا الإصدار جاء لإغناء الساحة الثقافية والفكرية بالمنطقة وكذا لغياب مجلات متخصصة في موضوع الواحات في محاولة لإبراز الأفكار وخلق جسور التواصل فيما بين المهتمين والباحثين والفاعلين فيما يخص مناطق الواحات ، وهو مشروع يروم قدر الممكن إثارة النقاش حول قضية مجالية ذات أولوية كبرى بالنسبة لحاضر ومستقبل ساكنة المنطقة.
وأضاف أن هذا الإصدار هو محاولة لتناول جوانب مختلفة لصورة الواحات وذاكرتها الجماعية عن طريق مقاربة متعددة الأوجه، والتي لا يتوخى منها تصنيف مواضيعه على أساس أنه بحث أكاديمي، وإنما الهدف يظل إثارة النقاش وحس الهوية والانتماء لفضاء بات مهددا بالزوال، مؤكدا أن استكشاف خبايا المجال الواحي وإبرازه والحفاظ عليه يستدعي إعطاء ما يلزم من الأهمية للهوية المحلية لساكنتها وانعكاساتها على تدبير المجال
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
تعليق 1
اترك رد
إلغاء الرد
اريد نسخة من هذه المجلة جزاكم الله خيرا ان امكن,