المناطق الشرقية و معضلة هجرة الأدمغة
تحظى المناطق الشرقية بما فيها إقليم زاكورة، بكفاءات شبابية، تفوقت على المستوى الوطني إن لم نقل على المستوى الدولي، وحققت إنجازات عظيمة، فقد مثلت مناطقها على مستوى المنابر الوطنية حسب نوع التكوين الدراسي. فاستفادت المناطق المستقبلة (الدارالبيضاء، الرباط،…)، من عطاء تلك الأدمغة سواء على مستوى الفكر والمنفعة الاقتصادية. في حين نجد مناطق الأصل لا تكاد تعرف استفادة حقيقية من كفاءاتها، معنويا وماديا، فمناطقنا الشرقية الجافة وشبه الجافة معروفة بقساوة ظروفها الطبيعية والاقتصادية، فأقل ما يمكن أن تفعله تلك الكفاءات وضع مشاريع مدرة للدخل تعود بالنفع الاقتصادي على تلك المناطق، ومن بين تلك المشاريع (مؤسسات لمحو الأمية لدى الفئات النسوية، مرافق اجتماعية تساهم في استقرار الشباب).
بطبيعة الحال تلك الكفاءات الشابة تساهم في دعم العائلة ماديا، لكن ذلك غير كاف لرد الجميل لمنطقة الأصل، والتي هي بمثابة الأم الثانية بعد أمنا البيولوجية.
إن معظم الأدمغة التي تنتمي للمناطق الشرقية، لا تراعي مسألة رد الجميل للبلد الأم، بل تنتظر من الدولة أن تقوم بذلك، نحن متفقون أن الدولة واجب عليها تنمية مناطقنا الشرقية، لكننا غير معفيين من المسؤولية حول المساهمة في تنميتها بشكل أو بآخر.
لذا يستحب إعادة النظر في مستقبل مناطقنا والتضحية في سبيل النهوض بها حسب الجهد والمستوى العلمي والقدرات والكفاءات المهنية، فأحيانا نرى أن التنمية تقتضي وجود موارد بشرية هامة، إلا أن وجودها لا يكفي، بل تفاعلها ومساهمتها الجادة في ترويج المشاريع الاقتصادية والاجتماعية لمناطقنا الحبيبة.