المغترب الدرعي
فئة في المجتمع أريد ان أسلط عليها الضوء. وأوجه لها تحية خالصة.
هو ذاك الشباب الذي لم يتمم دراسته لظروف معينة. وتحت وطأة الحاجة للقمة العيش وخدلان مدينته اﻷم التي لم يجد فيها فرصة عمل أضطر للهجرة نحو مدن الشمال والغرب ولجميع اتجاهات البوصلة للظفر بها ان كان محظوظا.
شاب مغترب، يشتري أرخص الثياب، يأكل دون إفراط، يكتري غرفة قد تكون جدرانها مهترئة … لكن لابأس ان كانت بثمن مناسب ﻷن همه الكبير هو توفير المال الذي سيصحبه معه عند عودته الى حضن والديه العجوزين وحضن زوجته وأبنائه الذين حرم من النظر اليهم وهم يكبرون أمامه. يسعد عند أول خطواتهم. ويهلع عند صراخهم. بل وقد يحرم من عبارة أبي ويعاني حرقة فرارهم منه معتبرينه غريبا. هذا ان لم يصلهم جثة هامدة قضت نحبها في القاتلة تيشكا.
… مشقة العمل قد تؤديه في بدنه ورغم ذلك كلما هاتف ذويه يردد “كولشي بخير الحمد الله”. متخدا من هذه العبارة غطاءا قد يحجب الحقيقة عن اﻷهل … لكن يبقى فؤاده محطم.
فتحية خالصة من القلب الى كل شاب مغترب في سبيل والديه وأبنائه
.