القطيعة والعدواة وعيد الاضحى بين أعيان القبيلة بتنزلين

1 689

imageقبل الحديث إليكم الحكمة في قول الله عز وجل : “وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا “الحجرات 13.ومن قول قيصر الروم في حق عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) : “عدلت و نمت يا عمر”
إن ما وقع اليوم من قطيعة بين أعيان قبيلة الغالية تنزولين ،جعلني أرفع قلمي وأخرج من صمتي الذي لازمني مدة طويلة ،لقد كلفنا الصمت الكثير حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن من صراعات ومشاحنات .على بعد 34 كلم من مدينة زاكورة ،وعلى الطريق الوطنية رقم 9 تقع جماعة تنزولين ، والتي توجد بها قيادة تنزولين ،وخمس جماعات : تنزولين،بوزروال ،البليدة ، الروحا وترناتة ،تقدر مساحتها ب4800 هكتار ،عدد سكانها حوالي 13462 نسمة حسب إحصاء 2004.
منذ مدة تعاقدت مع نفسي أن لا أخوض في مثل الصراعات حتى لا أقع في مستنقع الاتهامات أو أدافع عن جهة معينة أو أخدم مصالح برنامج سياسي معين وما يحز في النفس هو الوضع الاقتصادي والاجتماعي ثم الصراعات القبلية ،التي يصعب الحديث عنها في مغرب الحداثة ،مغرب العهد الجديد ،مغرب المساواة.وسأخاطب في مقالي هذا كل الضمائر الحية التي تحمل في قلوبها غيرة عن تنزولين من أجل تضافر الجهود لإعطاء موقف عملي ،وتشخيص المشكل قصد الخروج بحلول من شأنها الحد من هذه الصراعات البائسة التي عرقلت مشاريع التنمية لتنزولين وتركت الفرصة للبعض العبث في تسيير شؤون القبيلة.
واعذروني إن كنت أرتجل في كلماتي ،فغيرتي عن تنزولين هي التي جعلت أصابعي تفكر في رياح التهديد والوعيد .لكن رغم هذا لن أستطيع الصمت عن هذه الويلات .
ما إن تطأ قدم الزائر واحة تنزولين ،حتى تأخذه الدهشة وسحر المكان وهدوءه ،لكن ما إن تستجوب سكانها ومعاناتهم مع هشاشة البنية التحتية الشبه المنعدمة ,وأبدأ الحديث عن المحطة النموذجية التي تدخل في إطار تأهيل مركز تنزولين، محطة تضاهي المحطات في المدن الكبرى بلغت ميزانيتها 876.000,00 درهم ،أصبحت مكان الكلاب الضالة ومكان تجمع هواة سهر الليل الذين يتعاطون كل أنواع المخدرات و يتلددون لذلك على نغمات الموسيقى الصاخبة … , بداخل المحطة المذكورة سيارة أجرة واحدة….. ،أمامها في الضفة الشرقية لتنزولين سوق نموذجي مهجور إلى حدود كتابة هذه الأسطر لم يتم استغلاله ،أما الإنارة فعلى طول الشارع الكبير فهو مقسم إلى شطرين :الشطر الأول مجهز بالإنارة وعدد مصابحه لا تتجاوز الأربعين تتناوب الواحدة عن الأخرى بحيث تعمل الأولى لساعات وتتوقف لتنتظر الثانية ،أما الشطر الثاني من المشروع فلم يتم الشروع فيه بعد، كأنه لا يقع في تراب الجماعة غير جماعة تنزولين.أما الإضاءة في الأزقة فهي منعدمة تماما . وأسفي عن المرأة التنزولينية التي تعاني الويلات من أجل جلب الماء الصالح لشرب من أماكن بعيدة وفي ساعات مبكرة ،دون نسيان المستوصف الصحي الوحيد الذي تنعدم فيه التجهيزات الضرورية ،أطره في عطلة مفتوحة طوال السنة .ناهيك عن عنصر القرابة والزبونية والمصلحة الشخصية ،أما مسألة رخص البناء فيحز في النفس الحديث عنها فمثلا إن كنت ترغب في تغيير باب منزلك فعليك أن تدخل في صراع مع السلطات المحلية أو تدفع ثمن 300 درهم كمقابل حسب ما يروج بين العامة.
أعتقد أن قبل التفكير في إنجاز المحطة والسوق النموذجي ،يجب توفير الماء الصالح للشرب بالدرجة أولى.
وسأختم مقالي هذا أملي أن يجد أدن صاغية له ،بحديتي عن النقطة التي أفاضت الكأس بمناسبة عيد الأضحى “إمام كاد أن يضحي بكبشين لولا تدخل السلطات المحلية “بجماعة تنزولين بسبب صراع بين بعض أفراد القبيلة ،أقول بعض أفرادها وليس القبيلة كاملا ، ولا أريد التعمق في التفاصيل المؤلمة التي وقعت في هذه المناسبة لعدم درايتي بالحقائق .فأنا ليس الهدف من كتابة هذه الأسطر هو تشويه الحقائق أو ما شبه ذلك ،لكن تأسفت كثيرا وتألمت ،من هدا المنبر أناشد كل القوى الحية بتنزولين من أجل حل هذا النزاع القبلي حتى لا نصل إلى نتائج لا تحمد عقباها ،نؤمن بالمنافسة الشريفة التي تهدف إلى النهوض بالمنطقة لا المنافسة التي من شأنها زرع الفتنة في صفوف الساكنة فعيد الأضحى ليس مناسبة لتأجيج الصراعات التي لا تجدي نفعا ،فهو مناسبة لتجديد العهد وترسيخ قيم التضامن والأخوة والتشبث بالعادات والتقاليد ،بل حتى الدين الإسلامي لا يقبل مثل هذه التصرفات….

بدر حبيبي

تعليق 1
  1. essaddik يقول

    للأسف كلامك على صواب أخي تحيا عالية وعالية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.