نظرا للتطور السريع وغير العادي لوباء فيروس إيبولا بدول غرب إفريقيا التي تعرف انتشارا واسعا للمرض، ومع قرب تنظيم كأس إفريقيا للأمم بالمغرب في غضون يناير وفبراير 2015،
واعتبارا للتطور التصاعدي للوباء في الأسابيع الأخيرة، والذي من المتوقع أن يعرف ارتفاعا في وتيرة عدد المصابين به وعدد الوفيات، حيث بلغ عدد الحالات المسجلة في الدول الموبوءة بغرب إفريقيا 8011 منها 3857حالة وفاة، كما جاء في آخر تقرير لمنظمة الصحة العالمية الصادر في الثامن من أكتوبر 2014،
وبالنظر للأعداد الكبيرة المنتظرة للزوار والمشجعين القادمين من عدة دول افريقية، والتي قد تتجاوز مئات الآلاف، ولضرورة تتبع الوضع الصحي لكل الوافدين على المغرب من الدول المصابةخلال فترة حضانة المرض والتي قد تمتد إلى 21 يوما وكذا مراقبة كل الأشخاص الذين دخلوا في اتصال مباشر مع هذه الحالات المحتملة، وذلك وفق ما توصي به منظمة الصحة العالمية وتوجهات خطتنا الوطنية للرد على مرض فيروس إيبولا،
وبناء على توصيات منظمة الصحة العالمية في مجال تدبير الأزمات الصحية، استنادا إلى اللوائح الصحية الدولية، والتي تدعو فيها الدول إلى اتخاذ كل القرارات السيادية المناسبة للوضعية الوبائية والإجراءات الكفيلة بحماية المواطنين، وكمثال على ذلك، فقد اتخذت دولة السنغال قرارا بإغلاق حدودها مع الدول الموبوءة، كما أن المملكة العربية السعودية اتخذت قرارا بمنع الحجاج الوافدين من دول غرب إفريقيا من أداء مناسك الحج هذه السنة، وكما أعلنت فرنسا سابقا وكذا بعض الدول الأوروبية عن تعليق كل الرحلات الجوية إلى كل الدول المصابة بالوباء،
و استنادا لتوصيات اللجنة العلمية الوطنية، والتي تضم خبراء ومختصين في علوم الأوبئة وطب المستعجلات والإنعاش الطبي في اجتماعها الأخير المنعقد يوم الثلاثاء 7 أكتوبر 2014 والتي أكدت استثنائية هذا الوضع من الناحية الوبائية وخطورته وانعكاساته على الصحة العامة، كما عبرت عن انشغالها بخصوص احتمال تضاعف خطر انتقال الوباء إلى المغرب خلال التجمع البشري الضخم المتمثل في تظاهرة من حجم كأس إفريقيا للأمم،
ونظرا لكون التحكم في الوباء على الصعيد الدولي سيتطلب وقتا أطول ومجهودات تقنية كبيرة لتطوير وإنتاج أدوية ولقاحات ناجعة مازالت حاليا في مراحلها التجريبية الأولية،
واستنادا إلى الوثائق التقنية والعلمية لمنظمة الصحة العالمية(OMS)، والتي تؤكد فيها أن خطر انتشار الوباء يرتفع في التجمعات البشرية الضخمة ،خاصة التي يشارك فيها وافدون من الدول الموبوءة، مثل كأس إفريقيا للأمم المرتقب تنظيمها بالمغرب،وتطرح مشكل الأمن الصحي، حيث إن تجمّع عدد كبير من الأشخاص في فضاء محدود يساهم في نشر الأمراض المعدية، وقد يؤدي إلى وقوع حوادث قد تتعدى إمكاناتالمنظومة الصحية في التصدي لانتشار الوباء.
وباعتبار الاحتمالات الواردة وبائيا لظهور حالات جديدة في الدول المصابة ودول أخرى، واعتمادا على مبدإ الاحتياط في مثل هذه الأزمات، وحماية لصحة المواطنين، فإن وزارة الصحة تطلب من السلطات العمومية المختصة تأجيل تنظيم كل التجمعات البشرية الضخمة التي تشارك فيها دول ظهر فيها الوباء بما فيها التظاهرات الرياضية الدولية مثل كأس إفريقيا للأمم المزمع تنظيمها ببلادنا في غضون شهري يناير وفبراير 2015.
وتستمد هذه التوصية شرعيتها من اللوائح الصحية الدولية وكذا من التدابير الاحتياطية التي اتخذتها بعض الدول في مثل هذه المناسبات ومن التجارب السابقة التي بينت بشكل واضح خطورة تنظيم تظاهرات ضخمة متزامنة مع أزمات صحية حادة.