كلها أوهام وافتراضات لكن الحقيقة الصارخة تقول إن كل شيئ مزال في مكانه

0 420

افتتح العام الدراسي الجديد وكالعادة صاحبته ضجة إعلامية كبيرة قادها الإعلام الرسمي وانتشر الوزراء في المدارس في ذلك اليوم الموعود وكأن كل شيء تغير يتخيل إليك وأنت تسمع الإذاعة الوطنية وهي تتحدث عن افتتاح العالم الدراسي الجديد أن جامعة نواكشوط ازدادت تقدما وعصرنة وفتحت فيها كليات جديدة وأن مشاكل الطلاب تمت تسويتها بعد حوار مع الإدارة أجل يتخيل إليك أن المعهد العالي لبس حلة جديدة وتحول إلي قلعة علمية تجمع بين الأصالة والمعاصرة كما يتخيل إليك أن المدارس الابتدائية أصبحت خالية من الاكتظاظ وأن الأساتذة والمعلمين يعيشون في رخاء دائم ولا يهددون بإضرابات .

كلها أوهام وافتراضات لكن الحقيقة الصارخة تقول إن كل شيئ مزال في مكانه لا جديد يذكر ما أشبه اليوم بالأمس بل إن الأمور ازدادت سوءا فالجامعة المتواضعة أصلا اجتاحها شبح التقسيم وتحولت إلي مقاطعات والمعهد العالي مصيره مجهول والمدارس الابتدائية ما تزال تسبح في متنقع المشاكل والحالة التعليمية كلها تسير في طريق مظلم وكل المؤشرات لا تبشر بخير حين سمعت بافتتاح العام الدراسي أول ما خطر في بالي الكلمة المشهور لأبي الطيب المتنبي:

عيد بأية حال عدت يا عيد… بما مضى أم بأمر فيك تجديد

يصطحب كل طالب محفظته معه متوجها إلى تلك الحجرات المنتهية الصلاحية التي لم تعد تصلح لدراسة و لا للعرض أمله أن يجد من يعمله المبادئ و القيم و الأخلاق يحلم كما يحلم طلاب العالم بأن يتحقق حلمه و يلتحق بزملائه في الدراسة لكن الظروف و الأزمات و المؤامرات تحلوا دون ذالك.

تواجه المؤسسات التعليمة مشاكل كثيرة تحولوا دون إيصال الرسالة التعليمية المراد توصيلها للآباء التلاميذ كما تواجه طلاب التعليم الثانوي مشاكل من نوع آخر أنتجتها الظروف و تعامت عنها وزارة التعليم مشاكل تعرض حياة الطلاب للخطر و هي تواجد العصابات داخل المؤسسات دون فعلة رد من الإدارة هذه العصابات التي تقوم بسلب الأدوات و ما خف و ثمن من الطلاب و تهدد حياتهم و تارة ترهقهم ضربا دون تدخل من إدارة المؤسسة خوفا على نفسها فمن المسؤول ؟

عندما يتعرض الطالب لضرب و الاعتداء داخل حجرات المؤسسة فمن المسؤول ؟ و عندما تغيب المراقبة فمن المسؤول ؟ و عندما يتم تعاطي المخدرات داخل مباني المؤسسة فمن المسؤول ؟

يحتاج التعليم الموريتاني إلى الكثير ليشهد نهضة تشمل جميع المؤسسات الخصوصية و العمومية:

أولا: على طالب أن يجد جوا ملائما لدراسة يساعده على المثابرة و تطلع و الدراسة أكثر.

ثانيا : على الدولة أن توفر لطلاب الثانوية و الجامعية إدارات أمنية مكلفة بحماية طلاب.

ثالث : يجب على وزارة التعليم مراقبة الطلاب و ما بحوزتهم لتجنب تعاطي المخدرات و الحفاظ على أمن المؤسسة.

رابعا: يجب أن يكون شكل المؤسسات يليق بتعليم كما يجب أن يحظى كل طالب ببطاقة خاصة به لا يسمح له بدخول عند ضياعها كما لا يسمح بتبادلها.

إذا تواجدت هذه الشروط فستشهد موريتانيا نهضة تعليمية تجتاز العالم بأسره لكن من سيهتم بأمر التعليم؟ فهو ليس إلى جانب من جوانب الدولة المتهالكة إن صلحت صلح و إن فسدت فسد.

لماذا تكون المدارس الخصوصية أكثر أمنا و تعليما لدى الطالب بدل المؤسسات العمومية ؟هل يريدون أن يقول لنا أن ما تتحدث عنه وسائل الإعلام عن التعليم العمومي مجرد تضليل لا أكثر. نعيش في زمن كثرت فيه المصائب و تعددت فيه وسائل الجريمة لتشمل القاعات و المحطات التعليمية كان من الأجدر لها أن تشهد مراقبة أمنية و تسيير منظم فماذا تريدون من جيل غير متعلم ؟

 

كيف هي الأجيال القادمة و ماذا يخبئ لنا هذا العام , أزمة في النقل , إضراب للأساتذة , اعتصامات , سرقة و جرائم , عام دراسي جديد  يعلق الكثيرون عليه أمالهم في حصول أبنائهم على ما وعدوا به من طرف وزارة التعليم, من يعرف هذا البلد يعلم أن هذا ليس إلا حديث لن يوفي بأية عهود,فرغم صعوبة الحال و تهالك مباني العمومية و المدارس التعليمية و غياب الرقابة,و اجتياز السيول للمدارس و تكسير المقاعد و لعب بالفصول إلا أن وزارة التعليم مصرة على افتتاح عام دراسي جديد في هذه الوضعية الهشة المشينة التي تشهدها معظم المدارس دون إعطاء أولوية للمدارس و إعادة ترميمها و إعادة روح التعليمية لها من جديد عكس ما عليه هي الآن,فعلى وزير التعليم أن يتقدم إلى رئيسه بمطلب إنشاء أمن مدرسي خاص بتأمين حياة الطلاب و الحفاظ على سلامة الطلاب عقليا و فكريا و الحيلولة دون تفشي الجريمة المدرسية,فمنظر المدارس اليوم يعطي عكس ما بنيت عليه,فإذا نظرت إلى مراكز التعليم اليوم يتخيل إليك إنها وكر لدعارة و تجارة الجسد عكس التعليم و التربوية.

أسأل الله أن يبارك هذا العام و أن يجعله عام تتحقق في أمال و طموحات كل من أجتهد و ثابر و تعب و كد إنه ولي ذلك و القدير كما أدعوا الأمهات و الآباء إلى إعانة أبنائهم على الدراسة و المثابرة و المراجعة و التطلع و أن يوفر لهم ما استطاع أن يوفر من حاجيات المدرسية و مراقبتهم و تجديد الثقة في الحكومة ووزارة التعليم رغم الفشل في إنجاح العملية التعليمية و التربوية,و كل عام و أنتم بخير و كل عام و رواد التعليم في حلة جديدة تفوح منها نسمات النجاح و التفوق حان الوقت ليرفرف عالم موريتانيا الأصالة فوق كل البلدان العالم.

إننا في أول السطر الدراسي لهذا الموسم الذي نأمل منه كل الخير، لكل الجهات، ولكل الفئات، ولكل الأطراف المشاركة معاً في العملية التعليمية والتربوية والتنموية، لذا، نأمل أن نجد القلوب الحانية، والآذان الصاغية، والعيون الثاقبة، والعقول الواعية، التي تأخذ الأمور على محمل الجد والحرص والمحبة، وكل عام، والوطن بخير .

كل عام و مؤسساتنا التعليمية بخير،كل فصل وفصول الدراسة بخير، والأبناء و الطلاب والأساتذة و المعلمون والإخوة الإداريون والمسؤولون التربويون بألف خير وخير

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.