تستدعي زيارة قرية “تامكروت”، في ضواحي مدينة زاكورة جنوب شرقي المغرب، الاطّلاع على إحدى الصناعات التقليدية التي تحتفظ للمكان بجذوره التاريخية، وتضيف عليه إبداعا مميّزاً، تمثّله صناعة الفخار والخزف. صناعة الفخار توارثها أبناء المنطقة أبا عن جد كحرفة يتكسبون منها أرزاقهم. لكنّهم أضافوا إليها طابعاً خاصّاً وتميّزوا بصباغة الأواني باللون الأخضر، رغم أنّها ما زالت تُمَارَس بالتقنيات القديمة نفسها، باستثناء بعض التطورات الطفيفة. عبد السلام باسو، صانع فخار تقليدي، شرح لمراسل الأناضول مراحل صنع الفخار من البداية حتّى الحصول على تلك الآنية الخضراء. وقد عرفت “تامكروت” ازدهاراً تجارياً منذ عهد الدولة السعدية (1554 – 1659 م)، حين كانت بمثابة محطة استراحة بالنسبة إلى القوافل الآتية من مراكش نحو منطقة “تومبوكتو” بدولة مالي، ما جعل الشيخ أحمد بناصر يؤسس فيها الزاوية الناصرية، التي تشتهر بها “تامكروت”، مثلما اشتهرت بفخّارها الأخضر.