زاكورة بين مطرقة التهميش وسنديان التخلف
في الوقت الذي تتسابق فيه الشعوب – بدعم من حكوماتها التي تخصص مئات ملايين بل مليارات الدولارات لمؤسسات البحث العلمي- للظفر باكتشاف علمي يساهم في بناء الحضارة الإنسانية، أو في عمل خطط وتطبيقها لتطوير مختلف المجالات من تعليم واقتصاد وصحة في بلدانها، وفي الوقت التي تخصص فيه وسائل إعلامها برامج لخدمة مشاريعها العلمية والاقتصادية والتعليمية والصحية وحتى السياسية، فإننا نجد الدولة المغربية تصرف ملايين الدراهم في دعم لزوايا والمواسم و الشعوذة والدجل ، وخير مثال على دالك ملايين الدراهم التي تصرف على الزاوية الناصرية بتمكروت _زاكورة_ لا من أجل المحافظة على خزانة الكتب وتاريخ الزاوية التي تعتبر جزء من تاريخ المنطقة وثراتها ، ولكن من أجل إستغلالها في تدجين أبناء المنطقة أو أبناء المناطق المجاورة نساء ورجال شيوخ وصغار بل أكثر من ذلك طلبة يحجون بكثرة في يوم عاشوراء طلبا للبركة فعندما تطأ رجلك الزويا تشمئز من هول المنظر هناك شابة بجانب الضريح ترفع يديها الى السماء أملا في زواج وهناك إمراءة تستند على الضريح وثتمثم بكلام لا تعلمه إلا هي وبيديها شموع وبخور، وهناك شاب يطوف بالضريح والحسرة بادية على وجهه أملا في أن تكون هذه الزيارة فال خير عليه والحصول على عمل وأنت تتجول من داخل الزاوية هناك غرفة مجاورة للبهو مخصصة لضيوف والآعيان وشيوخ المنطقة هذه الغرفة ستشهد طقوس ستبدو في الوهلة الآولى لكن سرعان ما يتخشع الحضور أثناء تقديم صحن كبير من الكسكس وفي معتقدات الزاوية والذاكرة الشعبية المحلية فإن كل حبة كسكس من هذا الصحن هي بركة الولي الصالح وإن أكلها تقضي به حاجة الزائر لزاوية، وحتى هذا الصحن الكبير لم يسلم من الصراع الطبقي حيث يكون الشرف للضيوف الرسميين والأعيان شرف البداية في أخذ البركة من هذا الصحن قبل أن تطلق العنان لعدد كبير من زوار الزاوية المرابطة بالزاوية وخارجها من أجل الظفر ببركة الولي في مشهد تختلط فيه الدراما بالكوميديا والحسرة على هول المنظر(أنظر شريط الفيديو أسفله)التدافع بين الكل من أجل التسابق الى الصحن أما الرجال والنساء الدين أنهك الزمن أجسادهم فتجدهم يلتقطون حبات الكسكس من الأرض وتحت الأقدام. فعندما يستفحل الجهل والأمية والقهر في هذه المنطقة من هذا الوطن الجريح التي تعيش ويلات الهشاشة والفقر ويستشري الحرمان، ويفلت المصير كلياً من السيطرة الذاتية كي يرتهن بقوى خارجية، يستجيب الإنسان بالقدرية وكل هذا أمام أنظار يا حسرتاه متقفينا التي تعتبر أحد مهامهم محاربة الخرافة بجميع أشكالها ونشر الفكر العلمي السليم، بالإضافة إلى ذلك فهذه المنطقة العزيزة التي أنجبت مناضلين ومثقفين من شعراء وكتاب أصبحت مستنقع الفقر وأصبحت تعيش بشكل يومي أنواع التهميش لا ماء صالح لشرب إرتفاع مهول في فاتورة الماء والكهرباه ، جيوش من المعطلين تتكدس كل سنة ، طلبة يعانون في صمت في المواقع الجامعية غياب لسندات النقل والسكن الجامعي ،كلام يجد حجته في أرقام المندوبية السامية للتخطيط والتي تصنف إقليم زاكورة من الأقاليم الفقيرة لا سيما أن هناك دواووير تعيش ساكنتها بدون دخل قار، و إطارات نقابية أصبحت تلعب دور رجال المطافئ و أغلب مناضليها إنحنوا الى العاصفة فبذل أن يقوموا بدورهم التاريخي بالمنطقة من توعية وتحريض على التغير وتحرير عقل الإانسان الزاكوري البسيط من ثقافة البخور وزيارة الآاضرحة وجدوا ضالتهم في جلسات تافهة بالمقاهي محتسين أردئ أنواع القهوة . والكل بالمدينة أصبح يدرك حقيقتهم الني تسعى إلى تكريس عقيدة فيها تحبيذ للقناعة والرضى بالمكتوب والمقدر، والقسمة والنصيب، عقيدة تدعو إلى القبول بالأمر الواقع على أنه طبيعة الأمور. فمتى ستتوقف هذه الخزعبلات التي تشوه ثقافتنا الحقيقية؟
إن مواجهة هذه المظاهر لا تكتفي فقط بالمواجهة الذاتية بمعنى مواجهة أفراد بل هو تحدي مجتمع بكامله ووضع قيمه وثقافته تحت مجهر العلم هذا هو السبيل إلى تحرير هذا العقل الذي ظل منذ عقود سجين الخرافة والخيال إذن. فمهمة النضال منوطة بأبناء المنطقة طلبة ،معطلين ، مثقفين،…. وهي تعتبر من أحد أهم واجهات النضال أي النضال ضد الثقافة السائدة.
[…] [1] على الرابط التالي http://www.zagorapress.com/details-20093.html […]