وفاة علي جابا أمام أنظار مسؤولي مستشفى سيدي احساين بورزازات بعد أهات ونداءات للإستغاثة

0 630
جابا علي لحظة سقوطه أمام المستشفى
جابا علي لحظة سقوطه أمام المستشفى

وفاء للروح الطاهرة للشهيد جابا علي الذي توفي يوم الأربعاء 12 نونبر2014 على الساعة العاشرة صباحا، أمام المستشفى الإقليمي سيدي احساين بناصر بورزازات بسبب الإهمال، في ظروف لا إنسانية تهين الكرامة الآدمية،ترفضها كل الديانات، و تدينها كل الأعراف و القوانين الدولية…، أكتب هذا التقرير تنويرا للرأي العام المحلي و الوطني.

 مساء يوم الأحد 09 نونبر2014، اتصل بي الفقيد المسمى قيد حياته جابا علي و هو في  وضعية صحية جد مزرية من أجل أخذ موعد  بعيادة خاصة في علاج مرضى القصور الكلوي بورزازت. و في صباح يوم الاثنين 10 نونبر2014، في حدود الساعة الثامنة، اتصلت بالطبيبة المسؤولة بالعيادة و أخبرتها بقدوم المريض و أنه يوجد في وضعية صحية جد خطيرة تستلزم التدخل السريع من أجل إنقاذ حياته. هنا استغربت كثيرا عندما عبرت الطبيبة عن رفضها القاطع استقبال المريض قبل أن تراه و تطمئن على حالته الصحية، و كنت في حينها أظن أنها كانت تهدد بذلك احتجاجا على عدم انضباط الفقيد على إجراء حصص تصفية الدم اللازمة، و قد أخبرتها بالحالة النفسية المتدهورة للمريض و أنه أصبح غير واع بخطورة حالته الصحية. لكن المفاجأة كانت كبيرة و الصدمة قوية عندما نفدت الطبية المحترمة وعيدها الذي أعتبره طعنة قاتلة للفقيد. بعد ذلك بدأ المسلسل الجهنمي الرهيب للمريض، رفقة ابن أخيه جابا ادريس، و اتجه إلى مركز تصفية الدم و طرد منه دون فحصه أو تقديم أبسط العلاجات الأولية من أجل إنقاذ المريض.

استمر المسلسل الرهيب الذي كان بطله الشهيد جابا علي أكثر من 48 ساعة بعد طرده من العيادة الخاصة إلى حين سقوطه أمام المستشفى الإقليمي، على الساعة العاشرة صباحا ليوم الأربعاء 12 نونبر2014. تغمده الله بواسع رحمته و أسكنه فسيح جناته، و إنا لله و إنا إليه راجعون.   

جابا علي لحظة خروجه من مستودع الأموات
جابا علي لحظة خروجه من مستودع الأموات

   إن ما حدث لجابا علي، و أمثاله في هذا البلد الحبيب، هو امتداد لمسلسل طويل من الفساد و الرشوة و الزبونية و قتل الأبرياء، و هو دليل قاطع على ما يقع في المستشفى الإقليمي سيدي احساين بناصر بورزازات من الفضائح و بشاعة الإهمال المرتكب في حق المرضى المنتمين للطبقة الكادحة والمهمشين(ذنبهم الوحيد كونهم فقراء) في إقليم و رزازات، كما هو الحال في مختلف ربوع مغربنا العزيز. ففي بلدنا توجد العشرات من الأنفكوهات( نسبة إلى قرية أنفكو في الأطلس المتوسط) !!!

  أشير هنا أن وزارة الصحة لم تتحمل مسؤوليتها لعلاج المريض منذ شهر فبراير 2014، نظرا للاكتظاظ الذي يعرفه مركز تصفية الدم التابع لوزارة الصحة بمدينة ورزازات و بالمدن المجاورة، عكس ما صرح به وزير الصحة في برنامج تلفزيوني(45دقيقة) بتكفل وزارته بضمان العلاج لمرضى القصور الكلوي علما أن الفقيد كان يتوفر على بطاقة راميد !!!

هذا الحدث خلف لدى الجميع سلسلة من الأسئلة حول ما العمل لإدانة هذا الاستهتار الخطير بحياة البشر؟  لكل هذا أرفع رسالتي إلى كل من و زير الصحة و وزير العدل لفتح تحقيق قضائي نزيه للحيلولة دون طمس معالم هذه الجريمة الشنيعة و إفشال كل الخطط لإخفاء الحقائق. كما أناشد جميع المنضمات الحقوقية و جمعيات المجتمع المدني و الهيئات السياسية الوطنية الجادة التدخل  لإنصاف الضحية و مساعدة أسرته من الضياع حيت يعتبر الفقيد المعيل الوحيد لأسرة تتكون من الزوجة و أربعة أطفال، 3 إنات و أكبرهم ذكر يبلغ من العمر 15 سنة غادر صفوف الدراسة لمساعدة أسرته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.