اكوتي قرية تحت الحصار … او المنكوبة الى اشعار آخر

0 658

على بعد خمسة ثلاثين كيلومترا  من قلعة مكونة اقليم تنغير  وعلى مشارف منطقة اغيل  تقع قرية اكوتي التابعة اداريا لجماعة اغيل نومكون  وهي إحدى القرى التي تعيش على ايقاع العزلة التامة  بالسفح السفلي لمضيق “اكوتي” المعبر السياحي المتميز بجماليته الطبيعية ،
      هذه القرية تحولت الى كابوس مخيف من جراء الحصار الطبيعي تسبب فيه ارتفاع منسوب نهر اكوتي من جهة الجنوب وفيضانات السيول من الجهات الاخرى والتي حولت المزارع والحقول الى بحيرات عائمة واخرى الى تعرية تامة تسببت فيها عملية الانجراف، والمنازل الطينية تستعد للصلاة ، وحسب مكالمة هاتفية من عين المكان يقول صاحبها :” الهروب والخوف  من الموت الآتي من كل الجهات يجعلنا ساكنة اكوتي في حصار  في زمن غابت فيه الدولة وفرضت فيه ثقافة التهميش والنسيان ولغة مصارعة الحق في الحياة  كان هو الخيار الوحيد لسكان هذه القرية,في هذه القرية كل شيئ ممكن في هذه الآونة اذا استمرت التساقطات ليومين اخريين او اكثر فحجم المأسأة الحقيقية التي ستحول بساكينها الذين سيجدون أنفسهم نازحين ومهجرين من قريتهم الصغيرة بنوع من المغامرة الى مناطق أخرى”

          وحدها فقط تلك الطيور البيضاء الجميلة على أسطح منازل هذه القرية بمعية وجوه شاحبة تعلوها كل سيمات العوز والحاجة هي من تقول لك :”هنا الحياة يجب أن تستمر قبل ان تتحول الحياة باكوتي الى قصة تراجيدية …” سكانها محرمون من أبسط الخدمات وشروط الحياة الانسانية تبقى العزلة سيدة الموقف ناهيك عن انقاعات الماء والكهرباء اما عن الهاتف فيبقى من المستحيلات ضمنها احداث المرفق الصحي …,وعوضآ عن هذا الحرمان خصها الله بالطبيعة الجملية الخلابة والتي انهارت وانهزمت امام قوة التساقطات  والتي تجعل منها منطقة سياحية لكنها منسية في الوطن المنسي  
      كغيرهم من أبناء ساكنة القرى الجبلية سكان هذه القرية طرقوا كل أبواب المسؤلين والجهات المختصة مطالبين باحثين عن من ينصفهم يفك العزلة عنهم ويعيد لهم آدميتهم المقهورة حتى وصلوا الى مرحلة القناعة بأن المواطن باكوتي كتب عليه أن يظل منهزمآ في وطنه الكبير ويعتريه الشعور بالمهانة ويعيش منفيآ في المغرب المنسي الذي لاحياة  فيه لمن تنادي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.