شهدت مناطق واسعة من الجنوب الشرقي للمملكة أمطارا غزيرة ساهمت في فيضانات الأودية من بينها واد دادس الذي وصل منسوب مياهه إلى مستويات قياسية لم تشهد مثيلا لها منذ سنوات خلت.
ومما يزيد من ارتفاع منسوب مياه واد دادس، خصوصا المقطع الذي يمر من النفوذ الترابي لجماعة إيدلسان (دواوير أفرى)، كونه الممر الأخير الذي تجتمع فيه كل مياه الأودية الأخرى لتصب مجتمعة في سد المنصور الذهبي.
وبفيضان واد دادس يصبح سكان أفرى في حصار تام في غياب أي قنطرة تربط بين ضفتي الواد. إلا أن بإمكانهم التنقل عبر طريق غير معبدة والمرور على القنطرة المنصبة على واد إملول، إلا أن هذا الخيار يبقى غير متاح للجميع لبعد المسافة وعدم التوفر على وسيلة نقل كالدراجة العادية أو النارية.
وفي طريقه، جرف واد دادس المحاصيل الزراعية من أشجار مثمرة وخضر وأدى إلى انجراف التربية في مناطق شاسعة، كما غمرت المياه الحقول القريبة منه.
أما التلاميذ ورجال التعليم بمدرسة المكسم فهم مضطرون إلى تمديد عطلتهم لأيام أخرى، على اعتبار أن خمسة من المعلمين (سادسهم مستقر بالمنطقة) يتنقلون بشكل يومي من خارج الدوار إلى مقر عملهم بالمدرسة. نفس المصير سيلقاه التلاميذ المتمدرسين بإعدادية إيدلسان لانعدام فرص عبور الواد لخطورة الموقف.
وفي كل مرة يفيض الواد، تعود الساكنة إلى تكرار نفس الأسطوانة عن قنطرة طالما انتظروها لعقود طويلة.