مركز الحريات والحقوق يسجل ملاحظاته بخصوص فيضانات مناطق الجنوب الشرقي للمغرب
ويطالب بفتح تحقيق لمحاسبة المسؤولين عن الإهمال والتأخير في إنقاذ حياة المواطنين
ولمحاسبة المتورطين في بناء طرق وقناطر مغشوشة تنهار مع أول امتحان لقوتها وصلابتها
على إثر الأمطار الغزيرة التي هطلت على جل مناطق الجنوب الشرقي للمغرب، على امتداد ثلاثة أيام متواصلة من الجمعة 21 نونبر إلى الأحد 23 نونبر، والتي أدت إلى فيضانات وسيول أودت بحياة 32 شخصا مع فقدان 6 أشخاص آخرين حسب أرقام وزارة الداخلية، فقد لاحظ مركز الحريات والحقوق ما يلي:
أولا) النسبة الكبيرة لعدد القتلى والمفقودين(38) بالمقارنة مع عدد الأشخاص الذين تم إنقاذهم (214) أي حوالي 15 بالمائة، وهو ما يثبت شكوى المواطنين الذين عاشوا هول التجربة، من تأخر السلطات في عمليات الإنقاذ والإسعاف، واعتمادهم في كثير من الأحيان على أنفسهم وعلى وسائلهم البدائية البسيطة في تقديم يد المساعدة للضحايا والمحاصرين.
ثانيا) استعانة الوقاية المدنية بجماعة “تكانت” بإقليم كلميم، بشاحنة لنقل الأزبال، في نقل جثامين الهالكين، وذلك يوم الأحد 23 نونبر، بسبب فيضان واد “تمسورت” الواقع على بعد ستة كيلومترات، من مدينة بويزكارن، في مشهد مؤسف حاط بالكرامة الانسانية ومهين لحرمة الموتي.
ثالثا) انهيار سريع في البنيات التحتية من طرق وقناطر رغم حداثة إنشائها. حيث تم تسجيل انهيار جزء من قنطرة واد زاكموزن التي تقع على الطريق الوطنية رقم 10 داخل الجماعة الحضرية لتالوين بإقليم تارودانت، رغم عدم مرور سوى سنة واحدة على تدشينها. كما تم تسجيل انزلاق لأساسات القنطرة التي كانت تفصل بين ايت احمودن وتيزي بإقليم تنغير مع تصدع كبير في كل مكوناتها، رغم عدم مرور سوى بضعة أشهر على إنشائها. كم تما تسجيل انهيار القنطرة التي تم تدشينها مؤخرا بمدخل مدينة طاطا.
إن مركز الحريات والحقوق وهو يسجل ببالغ الحزن والأسف، هذه الملاحظات، يطالب بفتح تحقيق عاجل لمحاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال والتأخر في إنقاذ حياة المواطنين، ولمحاسبة كل المتورطين في بناء طرق وقناطر مغشوشة تنهار مع أول امتحان لقوتها وصلابتها، وتهدد أرواح المواطنين بالموت في كل لحظة وحين.