ما بعد الكارثة
تحية لكل من كتب وناضل في سبيل فك العزلة عن بلدته ،لست هنا أنافق ولا أحاول أن أجبر قلمي على كتابة أشياء أنا رافضها. بل أكتب لعلني أرد بعض الجميل لبلدتي التي تعلمت بمدارسها نسج الأبجديات العربية.
أسأل الله العالي العظيم أن يسكن ضحايا الفيضانات فسيح جناته وأن يتغمدهم برحمته.
مما لا شك فيه أن الكل تابع ما خلفته الفيضانات والسيول الجارفة بزاكورة. وهذا ليس بالجديد، لأن مثل هذه الكوارث تحدث في أرقى الدول وفي أتعسها، لكن ما يدعو للدهشة والتساؤل . هو كيف تعاملت السلطات والأجهزة المكلفة مع هذه الفاجعة الطبيعية .
كيف يعقل أن تنشر و تذاع النشرات الإنذارية. ولا تقوم القوى العمومية ( الدرك الملكي ، رجال الوقاية المدنية …) بإجراءات إحترازية من قبيل : قطع الطرق المجانبة للأودية، وضع الترسانة اللوجستيكية للوقاية المدنية من سيارات إسعاف ووسائل إنقاذ ، رصد الجرافات للقيام بسدود مؤقتة تقلل من حدة قوة السيول ، ترحيل الناس قبليا إن كانت التوقعات كارثية…وقبل الكارثة يجب الزيادة في طول القناطر تحت الأودية لإنه لا يعقل أن نجد قناطر تكاد تلامس صبيب الأودية الشيء الذي يؤدي إلى غمرها بسرعة كبيرة تهدد مستعمليها من أصحاب السيارات والراجلين.. . إذن ما دور هذه المؤسسات إن لم تقم بدورها ؟
ما دور السيد العامل إن لم يكن يدبر بحكامة ويسير منطقته الترابية على أحسن طريقة؟
وما دور القناطر إذا كانت تتهاوى بعد 4 أشهر من تشييدها ؟
إن مثل هذه الكوارث تكشف مدى الفساد التسييري بالدولة المغربية، هذه الأخيرة قد أعتبرها في حكم اللاوجود بالنسبة لسكان زاكورة. بل هي في حكم اللاوجود لبعض ساكنة الرباط الذين أنقذهم “علال” ولم تنقذهم الدولة…