المواقف الخجولة للسلطات في مواجهة الأخطار المحدقة بالمواطن

0 489

 

على اثر الفاجعة المهولة التي ألمت بمناطق عدة جنوب البلاد نتيجة الفيضانات التي اجتاحت القرى والحواضر وتحولت إلى سيول جارفة لم تستني البشر وحتى الحجر والتي شاهدتها ولازالت تشهدها هاته المناطق مند الخميس 20/11/2014 والتي كانت قد أدت إلى مصرع أكتر من ثلاثين شخصا وربما أكثرهم عددا من المفقودين من عابري السبيل الدين انقطعت بهم السبل وهم يحاولون اجتياز وعبور قناطر وهمية وجسور واهية كأنها أقيمت خلسة وتحت جنح الظلام وعلى عجل .. وكأنها نصبت ككمائن للإيقاع بفرائسها من الضحايا والأبرياء والتي لم تصمد كثيرا للسيول والأودية الجارفة والأودية الغاضبة إلا من علامات تشو يرها التي لازالت منتصبة شاهدة على إخلاص ميزانياتها.. هاته السيول التي أتت على الأخضر واليابس سوأ بالتجمعات السكنية العشوائية العتيقة والتي انهارت عن بكرة أبيها فوق رؤوس أصحابها أو بدونهم جراء التساقطات المطرية العاصفة والسيول الجارفة التي حولت الإقليم إلى مدينة عائمة استحال معها التنقل عبر الزمان والمكان والتي أبانت عن مدى هشاشة وضعف البنية التحتية بالحواضر، واد كان الوضع مأساويا بالمجال الحضري فانه لم يكن أحسن حال بالعالم القروي الذي في عمقه يعاني مند القدم التهميش والإقصاء واللامبالاة والذي تنعدم فيه أدنى شروط الحياة الكريمة والذي غالبا مايدخل في عزلة تامة ومبكرة كلما جادت السماء بالمطر بالهضاب السهول أو تساقطت ثلوجا بالجبال والمرتفعات ..هدا المجال الحيوي الذي يهمنا بالخصوص والدي بشأنه كان لزاما علينا كنقابيين ممثلين لصغار الفلاحين والمهنيين الغابويين بهدا القطاع ومدافعين عن حقوق ومطالب الشغيلة بالمجال القروي والتي اتخذت من الأرض وعطاءها مورد عيش ومصدر رزق والمتناثرة مدا شرها على أطراف القرى والبوادي والحواضر في صراع دائم من أجل البقاء وفي غياب تام لسياسة تنموية ناجعة للنهوض بهدا القطاع الذي كان المتضرر الأكبر من هاته الكارثة اد جرفت السيول الشجر والحجر دون إغفال  الضرع والبشر وبدالك أتلفت المحاصيل الزراعية بكل أشكالها من زراعة موسمية وأشجار مثمرة، كما انهارت المنازل الطينية المتقادمة بالمد اشر كليا أو جزئيا وعزلت هاته المناطق النائية عن العالم الخارجي بعد محاصرتها بسيول الأودية الجارفة موازاة مع انقطاع وسائل الاتصال وعجز المسؤولين التدخل في الوقت المناسب والتعتيم الإعلامي المريب وتدخل المصالح المختصة المحتشم والمعين.. مما خلق جوا من الرعب والهلع في أوساط الساكنة بالحواضر والبوادي  التي وجدت نفسها وحيدة في مصارعة هنا الطوفان الجارف والدي عرى ضعف البنية التحتية لشبكات صرف المياه العادمة والكهرباء ووسائل الاتصال مع انعدام تهيئة فعالة لمناطق سكنية ملائمة تحفظ وتصون كرامة الساكنة .بالحواضر… كما ابانت عن اهتراء فاضح لبنيتها التقويمية من طرقات ومعابر وجسور ومسالك تربط القرى بالمد اشر والبوادي بالحواضر المجاورة والتي أبانت كذالك عن الفشل الدر يع للمخطط المغرب الأخضر ومضامين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية  اللذان يتغنون بهما من المنتديات وعبر المنابر الإعلامية واللذان يستهدفان بالأساس  العالم القروي الذي جرفته السيول برمته وغمرته المياه بكامله … كما تسبب انحراف التربة في تكبيد صغار الفلاحين أضرارا مادية ومعنوية جسيمة لا تعدو  ولا تحصى في غياب الصمت الرهيب للمسؤول الأول والأخير عن القطاع .. ومما زادا الكارثة حجما لا يطاق تزامن وقوعها  مع انعقاد المنتدى العالمي لحقوق الإنسان بالمدينة الحمراء..  وأي إنسان هدا .؟ والمعاملة الحاطة بكرامته التي تفاعلت بها السلطات بمختلف مشاربها مع الضحايا والمتضررين وكذا التدخل الخجول والبطئ لمختلف المصالح المتخصصة في حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم ومدى تدني الخدمات والوسائل الحمائية والوقائية لمواجهة هاته الكوارث وغيرها.. وعليه ومن خلال هذا البيان وكهيئة نقابية مستقلة بذاتها نعلن للرأي العام المحلي والوطني مايلى :

  • تقديم تعازينا ومواساتنا لأسر ضحايا الأودية الجارفة بالمسالك الطرقية والانهيارات الطينية بالمساكن العشوائية بالمد اشر والقرى النائية وكذالك تضامننا المبدئي واللامشروط معهم وباقي المتضروين مع اتخاذ كافة الإجراءات لجبر الضرر الذي طالهم ..
  • تحميل الدولة المغربية بكافة مكوناتها مسؤولية الوقائع الكارتية جراء التقصير والإهمال في حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم والتدخل الخجول للاغاتة المناطق المنكوبة واهتراء وضعف البنيات التحتية التي استسلمت مكرأ للسيول الجارفة …
  • .نستنكر ونشجب استغلال بعض الهيئات  السياسية المعنية بتدبير  الشأن المحلي والوطني لضحايا الكارتة الأبرياء لتوظيفها في صراعات سياسوية وحسابات ضيقة مع استغلال هذا الوضع المأساوي  واتخاده مطية لتحقيق أهداف شخصية وانتخابوية مع تحمل هؤلاء المسؤولية  كاملة في هدر المال العام وربط المسؤولية بالمحاسبة ..
  • مطالبتنا من هذا المنبر الدولة بكافة مؤسساتها التدخل العاجل مع اتحاد التدابير أللازمة لتوفير الدعم ومد الساكنة المتضررة بالمساعدات مع فك العزلة عن المناطق الحاضرة كما نطالب المسؤول الأول عن القطاع الفلاحي التدخل العاجل لتخصيص تعويضات مادية ومعنوية لمتضرري القطاع من فلاحين صغار ومهنيين غابويين ومربي الماشية والنحل بالمناطق المنكوبة مع ايلاء أهمية قصوى للعالم القروي الذي يعتبر الداعمة اللأساسية للاقتصاد الوطني .T3
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.