بَارَكَا من الحَكْرَة
بينما الناس متجمهرة في الشارع اعتقدت أنها حادثة سير عادية لاسيما و أن الحاضرين أعينهم منصبة على الطريق، فاقتربت حتى لا يفوتني شيئ (حب التبركيك).
رجل مستلقي على أرض الاسفلت يرتدي سرواله فقط (لحسن الحظ هههه)، اتضح لي من بعد أنه يعاني من انهيار عصبي حاد هذا المرض الذي يعاني منه لمدة طويلة حتى عرف بين الناس انه مريض عقليا، فجئةً قام من مكانه ليبدأ بالصراخ و الشتم ومحاولة الاعتداء على المارة فتوجست خيفةً لاسيما و أنه زمن دخول مدرسي أي ما يعني وجود التلاميذ والتلميذات لكن لحسن الحظ أتت سيارة الشرطة وبها ضابط قد إتصل بدوره بزملائه ليحضروا الى عين المكان بسيارة “بارطنير” وأخرى من نوع “لاندروفير” مسيجة، اعتقد الكل انهم سيؤدون دورهم باقتياده الى مخفر الشرطة أو حتى الى المستشفى لكن صرعان ما بدأ بالسب و الشتم ثانية فإذا بالضابط الأول يغادر ورجال الشّرطة الآخرين يختفون عن الأنظار رويداً رويداً.
استغربت والحاضرين مما حدث، بينما أتت أول سيارة تمر إِنقضّ عليها بالضرب و تهديد السائق الذي اسرع بسيارته ليغادر المكان بسرعة جنونيةٍ كادت ان تؤدي ببعض الخسائر لولا لطف الله، ليأتي الدور على جميع السيارات المتواجدة كل هذا على مرمى رجال الشرطة الذين استقلوا سياراتهم و اختبؤوا فيها متفرجين مثلنا على مشهد الرعب الذي عاشه الشارع الرئيسي بالقرب من صيدلية الريحان، بقي الوضع كما هو حتى عاد الضابط بسيارته وسيارة القوات المساعدة من ورائه، فندمنا على ما ضننا برجال الشرطة وإن بعد الظن إثْمٌ، فقد كانوا ينتظرون القوات المساعدة لتتدخل ربما، لكن سيارت المخزن لم تتوقف مرت بجانبه وأكملت طريقها، بدأ الناس يتسألون فأخبرنا احد الحاضرين انها ذاهبة لأمام النيابة حيث كانت تستعرض عضلاتها على أساتذة سد الخصاص، يبقى الوضع كما هو عليه السيارات تتعرض للاعتداء و التلاميذ والحاضرون في خطر ورجال الأمن غير مبالين، فجأة اتجهت الأنظار إلى شجار قريب اتضح انه احد رجال الأمن ( لن تعرف أنه رجل أمن من طريقة لباسه ولاتعامله مع الحاضرين يسمى عزيز) هذا الأخير تهجم على طفل ليدخل معه في مشادات كلامية كادت ان تتحول الى ما هو اكثر لولى تدخل ” ناس الخير” استغربت من كلام الطفل الذي يقول “وش كاتحكرو هي علينا ، خليتوه كيضر عباد الله و جاين ليا ، اش ها الحكرة” جاء بعدها رجل امن اخر معروف في الشارع لينهال عليه بالسب والشتم مذكراً بالشرطي الذي اعتدى مؤخرا على تلك الحقوقية، فأثارني كلام الطفل و وجدته صوابا بدل ان يعتقلوا المعتدي يهاجموا المعتدى عليه بدل ان تسخر قوات الدولة لفرض النظام وحماية الناس تسخر لضربهم و الاعتداء عليهم، صدق من قال نحن في بلاد الحكرة.