اختلاف الوان وألسنة المغاربة

0 604
يعتبر المغرب ثاني أغنى بلد في حوض البحر الأبيض المتوسط فيما  يخص التنوع البيولوجي ،ومما لا شك فيه أن هذه المكانة راجعة لتاريخه الكبير ،وجغرافيته الفريدة حيث يطل على واجهتين بحريتين ويتوفر على صحراء كبيرة وسلاسل جبلية مهمة ،كل هذه المؤهلات جعلت منه بلدا متميزا ولعل أهم ما يمكن أن أقوله بعد زيارتي لمعظم مناطق المغرب أن للظروف المناخية دور كبير في اختلاف ألوان وألسنة المغاربة فمثلا في المرتفعات حيث درجات الحرارة تحاذي  الصفر في الأشهر الباردة يستعمل السكان المحليون لهجة مليئة بالأحرف السهلة النطق أي التي لا تكلف مجهودا في إخراجها ويتكلمون بسرعة شديدة ( الأحرف السهلة المخرج والقليلة الصفات كالغين ،الحاء ،الشين ..) فيما نجد في مناطق الجنوب الشرقي مثلا زاكورة أو الرشيدية لهجة ثقيلة وأحرف الكلمات يمكن عدها كما تعد الدراهم ،وهذا الاختلاف راجع بالطبع إلى استراتيجيات التي يستعملها الجسم للتأقلم مع الوسط ،ويمكن كذلك ان نفسر اللون الأحمر لسكان المناطق الجبلية (وهم دائما امازيغ لان المغرب عرف بالعرب في السهول والامازيغ في الجبال ) بعامل الأوكسجين إذ من المعلوم أنه كلما ارتفعنا عن مستوى سطح البحر تقل نسبة الأوكسجين في الهواء ،والمكون المسؤول عن نقل الأوكسجين داخل جسم الإنسان هي الكريات الحمراء إذن فالإنسان الجبلي يحتاج إلى عدد كبير من هذه الأخيرة (الكريات الحمراء ) لتأمين نقل جزيئات الأوكسجين وهذا ما يعطي سكان المرتفعات اللون الأحمر ،أما اللون الأسود فهو ناتج عن إفراز مادة الميلانين بكثرة قصد الوقاية من أشعة الشمس المفرطة.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.