سنة قادمة…سعيدة
مرت السنة كالتي سبقتها كمسرحية باهتة لا تحمل أي جديد لجمهور فتي لم يدق أبدا حلاوة عيش طالما حلم بها، في زاكورة لا جديد في السنة أبدا غير الذي يظهر على بعض المحلات التي أنهك الغبار صاحبها، فلم يعد يهتم لأمرها. لا جديد عند فلاح زاكورة و أعتذر لهم جميعا عن هذه التهمة فلا نعلم فلاحا يشتري بصل و بطاطس و بعض الفواكه أسبوعيا.
كيف سأقول سنة سعيدة ولا شيء يبعث الأمل في بلدتي إذا استثنينا أمطار هذه السنة التي علمتنا الكثير عنا و عن مهيتنا في أوطاننا و عن وزننا ومدى حب أوطاننا لنا أمطار عرت حقيقة لم تكن آلاف الكتب لتفضحها، عزلت من عزلت وجوعت أطفال و عجائز. وأغضبت سكان قد ألزمت الظروف عليهم ترك بلدتهم والخروج ليسيحوا في الأرض.
كيف سأقول سنة سعيدة لعامل بناء في زاكورة وهو الذي كلما أتت سنة كانت أشد قسوة عليه من سابقتها إما بطالة أو إلتهاب أسعار، أو هما معا. أي سعادة لسكان زاكورة في سنة لا تختلف عن سابقاتها إلا عند كتابة تاريخ اليوم. أم أن الأمر لا يعدوا أن يكون تقليد سنويا كما هو الشأن بالنسبة لعيد الشباب أو عيد المرأة. فأصبحنا نحِنُ جميعا لمضينا ليس لذكريات الطفولة فحسب بل و نحِنُ كذلك لأيام كنا نتعاون جميعا لنحمل ما أحضره والدنا من السوق الأسبوعي.
لست وقح كفاية و لا أمتلك جرأة كالتي عند بعض السياسيين لأقيم مهرجانا خطابيا و أظهر للجميع بوجه مكشوف وأرسم بالأوان الموجودة و غير الموجودة صورة سنة استثنائية وأقول للعجوز التي تحمل الحطب و تحمل معه هم مستقبل أحفاده كما حملت ولسنوات طويلة هم مستقبل أبنائها. وأمنيها أن السنة سنة استثناء و أتوسل لها أن يكون صوتها لي في الانتخابات.
كيف سأقول سنة سعيدة و أي سعادة تحملها لشعب أبنائه كل أمنيتهم أن يجدوا عمل يوفروا به قوت يومهم ويقبلوا كل مساء جبين أمهاتهم التي شاخت قبل الأوان. أي سعادة لهم و هم من أبعدهم الفقر قصرا عن حضن أمهم لا إلى المدرسة بل إلى أوراش البناء في المدن الكبرى.
زاكورة يا مدينة نسيها أبنائها كما تناساها سياسي الوطن ونحن من نتفرج على من حولنا عوض أن يجمعنا مشهد واحد. قد خارت قوانا ، وأضحى تفاعلنا مع الأزمات والأحداث فيها جافا، وكأن الأمر لا يعنينا. أم أننا لا نستحق أن نكون كما تمنينا دائما.
عذرا زاكورة لغتي هزيلة لا تقوى على حمل همومك وأسلوبي لم ينضج كفاية لوصل همك و أحزانك لمن لم يسكنك لكن قلم لم ينتهي و لن ينهكه أبدا أن يكتب عنك، فحين يسهر أبنائك الأبرار على حراستك و بناء أسوارك و إنعاش اقتصادك، حين تتصدري أولويات التنمية في الوطن الشاسع حينها سأقول سنة سعيدة جديدة يا وطني و يا بلدتي زاكورة.