أيها المسلمون … نحن من أسأنا لديننا … و ليس شارلي

0 536

من المعلوم أيها الإنسان ، أن المحبَّ إذا أحب لبى دعوة حبيبه ، وخاصة إذا علم يقينا أن دعوته له كانت لتحقيق حق … فأين أنت من هذا مع دينك ؟؟؟؟

يبدو جليا أننا متحمسون كثيرا لنصرة ديننا و نبينا بأي وسيلة كانت، هذه هي رغبة كل مسلم غيور على دينه . لكن الخفي جدا هو أننا مندفعون بقوة أكثر من اللازم ، الشيء الذي يوضح أن ما حرك غيرتنا هاته ، كانت هي العاطفة غير مصحوبة بالعقل ، فكثيرا ما ضيعت العاطفة على العرب و المسلون فرص تاريخية لتسويق صورة ايجابية للإسلام بدل الظهور بتلك الصور التي يصفونها دائما ﺒ (الارهاب) ، ما هكذا كان ينبغي التصرف، والاسلام مبني على العلم و العقل ، كان من الأرجح أن نكون أشد حلما و تريثا في مثل هذه المواقف و الأحداث حتى نبعث رسالة كاملة غير منقوصة أو سلبية  كالتي رأينا صُوَرَ رد ( الآخر ) عنها أشد تعنتا وجحودا . ومن طبيعة الحال ستكون النتيجة كذلك .

أما لو كانت غيرتنا مدفوعة بالعاطفة و مصحوبة بالعقل ، وبعبارة أخرى لو كان تصرفها حليما رزينا منبنيا على العقل و حسن التصرف ، لكانت النتيجة أعظم ، ولما شوهت صورة الاسلام في تلك البلدان الأوربية ولما تكبد المسلمون الحقيقيون خسائر هذه المعركة .

ولم  تكن المعركة وليدة هذه الاحداث الاخيرة ( شالي ابدو) بل هي منذ ظهور الاسلام وأعداءه يحاربونه بأشد الوسائل و يكيدون له كيدا ، و التاريخ يشهد جيدا هذه المعارك إلا أن الانتصارات كانت مع النبي محمد صلى الله عليه و سلم و أتباعه و خليفته لأنه كان حليما  يعرف أسباب الانتصار و كيف يدافع عن الاسلام دون أن يبخس صورته ودون أن يؤذي أعداءه، بل لحلمه ووقاره صلى الله عليه و سلم كان يتأذى و لا يؤذي . و كثيرة هي الصور التي تجسد هذه الرحمة و ( العقلنة  النبوية) إن صح التعبير في سيرته صلى الله عليه و سلم ، كتلك التي أسلم على إثرها الرجل الذي تبول في المسجد ، و تلك التي أراد فيها المشرك قتل النبي صلى الله عليه وسلم ، في أخر المطاف عفى و أصفح عنه…

إنه لشيء رائع حقًّا أن يرحم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك الذين رفضوا عقيدته واعتنقوا غيرها، وأولئك الذين لم يعترفوا بنبوته أصلاً! بل إنه لشيء شديد الإبهار أن نراه يرحم ويَبَرُّ ويعطف ويحنو على أولئك الذين عذبوه وعذبوا أصحابه، وعلى أولئك الذين مارسوا معه ومع المسلمين أشد أنواع القسوة والعنف!!

وعندما قيل له ادع على المشركين، قال صلى الله عليه وسلم): إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً» (مسلم«.

وقال تعالى].: ” فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ” [آل عمران: 159

و لكن للأسف بدأت تقل وتتناقص صور الحلم و الرحمة و العقلنة عند المسلمين مع مرور التاريخ  إلى أن وصل بنا الزمن أن نسوق صورة ليست للإسلام أبدا  و الاسلام منها بريء .

فالإسلام ليس ارهابا و ليس دمويا بل هو أطهر أن يوصف بهذه النعوت ، فهو أسمى و أرقى من هذه التعبيرات الركيكة و المقززة ، التي هي فقط عبارات استفزاز تثير غضب المسلمين ، و الذين أساؤوا للإسلام لم يكونوا  يوما مسلمين ، بل الاسلام يتبرأ منهم .

و الخطأ الأعظم الذي وقع فيه المسلمون و الذين يدافعون عن الاسلام و لا زالوا عليه الآن ؛ هو أنهم لا يمتثلون للإسلام بالطرق الصحيحة ، و لا يقومون بشعائر الإسلام بالشكل الأليق ، و لا يتخذون محمدا صلى الله عليه  و سلم  أسوة و قدوة حقا … و عندئذ يقولون نحن مسلمون و ننتمي إلى الاسلام … كذبوا و الله ! بل هم على عكس ما يقولون ( لا يصلون ، لا يزكون ، ولا يصومون ، بل يختمرون ، ويتلصصون بأموال اليتامى و المساكين ، و الطامة الكبرى يلعنون الرب… ) هذه صور و أكثر في المجتمعات المسلمة اليوم .  ما هكذا عُرف الاسلام ، و ما هكذا أسلم الأولون و آمن الصحابة و التابعون … و الله إنها مهزلة ووقاحة وتناقض صارخ في الذات المسلمة و المجتمع العربي الاسلامي .

هنا تجلى واتضح ضعف الأمة و من هنا دخل الغرب الملحد ليستفزك و يسخر بك أيها المسلم، عندما عرف بأنك تتناقض مع ذاتك ، و علم أنك لا تقوى على فعل أي شيء ، و أقصى ما يمكنك فعلا هو الكلام الفارغ و التظاهر في الشوارع لمدة ستمضي لتعود إلى طاعته من جديد لأنه يعلم تمام العلم أنك تابع له ومحتاج له لا محال  . من هنا خطط لك أيها العربي ( المسلم ) ليصل لأهدافه البعيدة المدى ليصعب عليك معرفتها و إدراكها أيها المسلم المخدوع .

إذن أيها المسلم نحن على خطأ كبير ، وهو أننا لم نفهم ديننا فهما جيدا يليق بمقامه و معرفة حقيقية ، تجعلنا نطبقه و نجسده في كل تصرفاتنا و تمثلاتنا للحياة بشكل عام ، فنحن أولا و أخيرا من أسأنا للإسلام ، لأننا مسلمون و نقوم بعكس ما يأمر به الاسلام ، فكيف لك أن تدافع عن شيء أنت أول من أساء إليه دون شعور ؟؟؟

فتذكر دائما أيها المسلم مادمت على تناقضك مع ذاتك فلن تنتصر؟؟؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.